الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4906 ص: حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا وهب ، قال: ثنا شعبة ، عن أبي التياح ، عن أبي الوداك ، عن أبي سعيد قال: "لا أشرب نبيذ الجر بعد أن أتي رسول الله -عليه السلام- بنشوان، فقال: يا رسول الله، ما شربت الخمر، إنما شربت نبيذ تمر وزبيب في وباء، فأمر به النبي -عليه السلام- فبهز بالأيدي وخفق بالنعال".

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده صحيح، وأبو التياح -بفتح التاء المثناة من فوق، وتشديد الياء آخر الحروف- واسمه يزيد بن حميد الضبعي، روى له الجماعة.

                                                وأبو الوداك -بفتح الواو، وتشديد الدال، وفي آخره كاف- اسمه جبر بن نوف الهمداني الكوفي، وثقه يحيى، وعن النسائي: صالح. روى له مسلم ومن الأربعة غير النسائي .

                                                وأخرجه البيهقي في "سننه": من حديث شعبة ، عن أبي التياح ، عن أبي الوداك .... إلى آخره نحوه، وفي آخره: " قال: ونهى عن الزبيب والتمر وعن الدباء".

                                                قوله: "نبيذ الجر" وفي رواية: "نبيذ الجرار" الجر: بفتح الجيم وتشديد الراء، والجرار: جمع جرة، وهي الإناء المعروف من الفخار، وإنما قال ذلك لأن مراده [ ص: 537 ] الجرار المدهونة، وهي أسرع في الشدة والتخمير، ومنه ما جاء في حديث آخر: "أنه نهى عن نبيذ الجر".

                                                قوله: "بنشوان" أي بسكران، وهو من الانتشاء وهو أول السكر ومقدماته، وقيل: هو السكر نفسه، ورجل نشوان بين النشوة.

                                                قوله: "في دباء" الدباء القرع، واحدها دباءة، كانوا ينتبذون فيها فتسرع الشدة في الشراب.

                                                قوله: "فبهز" من البهز وهو الدفع العنيف، ومادته: باء موحدة، وهاء، وزاي معجمة.

                                                قوله: "وخفق بالنعال" على صيغة المجهول، وكذلك "بهز" مجهول، وكل ضرب بشيء عريض فهو خفق، يقال: خفق الأرض بنعله، وخفقه بالسيف يخفق إذا ضربه ضربة خفيفة، ومنه المخفقة وهي الدرة التي يضرب بها، والمخفق السيف العريض.




                                                الخدمات العلمية