الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                5887 5888 5889 ص: حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، أنه سمع مالكا ويونس وابن أبي ذئب يحدثون، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب، أن رسول الله -عليه السلام- قال: " لا يغلق الرهن" . قال يونس بن يزيد: قال ابن شهاب: وكان ابن المسيب يقول: "الرهن ممن رهنه، له غنمه وعليه غرمه".

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا يوسف بن عدي ، قال: ثنا عبد الله بن إدريس ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، وسليمان بن موسى، : قالا: قال رسول الله -عليه السلام-: "لا يغلق الرهن".

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان إسنادان منقطعان مرسلان:

                                                الأول: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك بن أنس ويونس بن يزيد الأيلي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ثلاثتهم عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن سعيد بن المسيب .

                                                وأخرجه مالك في "موطئه" وعبد الرزاق في "مصنفه": عن معمر ، عن الزهري ، عن ابن المسيب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يغلق الرهن، له غنمه وعليه غرمه".

                                                والدارقطني في "سننه": عن أبي بكر النيسابوري ، عن أبي الأزهر ، عن عبد الرزاق، به.

                                                [ ص: 157 ] والشافعي في "مسنده": عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب، أن رسول الله -عليه السلام- قال: "لا يغلق الرهن من صاحبه الذي رهنه، له غنمه وعليه غرمه" وقال الشافعي: غنمه: زيادته، وغرمه: هلاكه ونقصه.

                                                وأخرجه البيهقي في كتاب "الخلافيات": عن محمد بن عبد الله الحافظ ، عن أبي بكر بن أحمد ، عن عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، عن محمد بن يعقوب ، عن الربيع بن سليمان ، عن الشافعي، به.

                                                الثاني: عن محمد بن خزيمة ، عن يوسف بن عدي بن زريق شيخ البخاري ، عن عبد الله بن إدريس الحنظلي ، عن عبد الملك بن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح وسليمان بن موسى القرشي الأموي الدمشقي الأشدق، فقيه أهل الشام في زمانه.

                                                قوله: "لا يغلق الرهن" برفع القاف على الخبر، أي: "ليس يغلق الرهن" ومعناه: لا يذهب ويتلف باطلا، قاله أبو عمر، وقال أيضا: والأصل في ذلك: الهلاك، والنحويون يقولون: غلق الرهن إذا لم يوجد له تخلص، وقال ابن الأثير: هو من غلق الرهن يغلق غلوقا إذا بقي في يد المرتهن لا يقدر راهنه على تخليصه، والمعنى أنه لا يستحقه المرتهن إذا لم يستفكه صاحبه، وكان هذا من فعل الجاهلية: أن الراهن إذا لم يؤد ما عليه في الوقت المعين ملك المرتهن الرهن، فأبطله الإسلام، وقال الأزهري: يقال: غلق الباب وانغلق واستغلق إذا عسر فتحه، والغلق في الرهن ضد الفك، فإذا فك الراهن الرهن فقد أطلقه من وثاقه عند مرتهنه، وقد أغلقت الرهن فغلق: أي أوجبته فوجب للمرتهن، وباب هذه المادة من باب علم يعلم. فافهم.




                                                الخدمات العلمية