الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4803 4804 4805 ص: حدثنا علي بن عبد الرحمن، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الهقل بن زياد، قال: حدثني الأوزاعي، قال: حدثني عبد الرحمن بن اليمان ، عن يحيى بن سعيد، أن حميدا الطويل أخبره، أنه سمع أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: " مر رسول الله -عليه السلام- برجل يهادى بين [ابنين] له، فسأل عنه، فقالوا: نذر أن يمشي. فقال: إن الله -عز وجل- لغني عن تعذيب هذا نفسه. وأمره أن يركب".

                                                ( حدثنا ربيع الجيزي، قال: ثنا عبد الله بن صالح. ... ، فذكر بإسناده مثله.

                                                حدثنا محمد بن خزيمة ، وابن أبي داود ، قالا: ثنا مسدد ، قال: ثنا يحيى ، عن حميد ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبي -عليه السلام- .... مثله.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذه ثلاث طرق صحاح:

                                                الأول: عن علي بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن صالح المصري وراق الليث بن سعد وشيخ البخاري ، عن الهقل بن زياد بن عبيد الله السكسكي الدمشقي كاتب الأوزاعي، واسمه محمد، وقيل: عبد الله. وهقل لقب عليه، روى له الجماعة سوى البخاري .

                                                يروي عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي إمام أهل الشام عن عبد الرحمن بن اليمان أبي معاوية الحضرمي، قد سكت عنه.

                                                عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن حميد الطويل ، عن أنس - رضي الله عنه -.

                                                [ ص: 45 ] وأخرجه الترمذي: عن ابن مثنى ، عن ابن أبي عدي ، عن حميد ، عن أنس .... إلى آخره نحوه.

                                                الثاني: عن ربيع بن سليمان الجيزي الأعرج شيخ أبي داود والنسائي ، عن عبد الله بن صالح ، عن الهقل .... إلى آخره.

                                                وأخرجه النسائي: عن أحمد بن حفص بن عبد الله ، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان ، عن يحيى بن سعيد ، عن حميد ، عن أنس - رضي الله عنه -.

                                                الثالث: عن محمد بن خزيمة وإبراهيم بن أبي داود البرلسي، كلاهما عن مسدد بن مسرهد شيخ البخاري ، عن يحيى بن سعيد ، عن حميد ، عن ثابت البناني ، عن أنس .

                                                وأخرجه البخاري: عن مسدد ، عن يحيى ، عن حميد ، عن ثابت ، عن أنس قال: "مر شيخ كبير يهادى بين ابنيه، فقال: النبي -عليه السلام-: ما بال هذا؟ قالوا: نذر أن يمشي إلى البيت. قال: إن الله غني عن تعذيب هذا نفسه، مروه فليركب".

                                                وأخرجه مسلم أيضا.

                                                قوله: "يهادى" على صيغة المجهول أي يحمل بينهما، وقال ابن الأثير: أي يمشي بينهما معتمدا عليهما من ضعفه وتمايله، من تهادت المرأة في مشيها إذا تمايلت، وكل من فعل ذلك بأحد فهو يهاديه.




                                                الخدمات العلمية