الباب السادس في صلاته- صلى الله عليه وسلم- في الكعبة ومرابض الغنم ، ومحبته الصلاة في الحيطان
روى ابن أبي شيبة والإمام أحمد بسند صحيح عن أبي الشعثاء- رحمه الله تعالى- قال :
خرجت حاجا ، فدخلت البيت ، فجاء عبد الله بن عمر فدخل ، فلما كان بين الساريتين مشى حتى لزق بالحائط فصلى أربع ركعات ، قال : فجئت حتى صليت إلى جنبه ، فلما انصرف ، فقلت له : إن أناسا يصلون ها هنا فأين صلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ؟ قال : ها هنا ، أخبرني أسامة بن زيد أنه رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى ، فقلت كم صلى ؟ قال : على هذا أجدني ألوم نفسي أني مكثت معه عمرا لم أسأله ، فلما كان العام المقبل خرجت حاجا فجئت حتى حصلت البيت ثم قمت مقامه ، فجاء ابن الزبير حتى قام إلى جنبي ، فلم يزل يزاحمني حتى أخرجني فصلى أربعا» .
وروى أبو داود الطيالسي عن سماك ، قال : قال ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلى في الكعبة ، وسيأتي من ينهاك عن ذلك فلا تطعه» .
وروى ابن أبي عمر - رضي الله تعالى عنه- نحوه ، ورجالهما ثقات .
وروى الشيخان ، والترمذي ، عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي في مرابض الغنم ، قبل أن يبنى المسجد» .
وروى الإمام أحمد ، والطبراني ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصلي في مرابد الغنم ، ولا يصلي في مرابد الإبل والبقر» .
وروى الترمذي ، وضعفه ، عن معاذ- رضي الله تعالى عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يستحب الصلاة في الحيطان . [ ص: 99 ]


