الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثالث : في ترجيعه- صلى الله عليه وسلم- في قراءته وتركه ذلك أحيانا :

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان عن معاوية بن قرة قال : «سمعت عبد الله بن مغفل المزني- رضي الله تعالى عنه- يقول : «قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عام الفتح في مسير له سورة الفتح على راحلته ، فرجع في قراءته قال معاوية : لولا أني أخاف أن يجتمع علي الناس لحكيت لكم قراءته» ، وفي لفظ «لو شئت أن أحكي لكم قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو على ناقته أو جمله وهو يسير به ، وهو يقرأ سورة الفتح قراءة لينة وهو يرجع فيها ، وفي لفظ ثم قرأ معاوية قراءة ابن مغفل وقال : لولا أن يجتمع الناس عليكم لرجعت كما رجع ابن مغفل على النبي- صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح ، وهو [ ص: 501 ] على ناقته ، أو على حمار ، وهو يسير وهو يقرأ سورة الفتح ثم رجع ، فقال ابن أبي إياس : لولا أني أخشى أن يجتمع الناس علينا قرأت ذلك اللحن وقال : هاه : ومده .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والترمذي في «الشمائل» والنسائي ، والبيهقي ، عن عبد الله بن مغفل قال : قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عام الفتح في مسيره سورة على راحلته فرجع فيها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو الحسن بن الضحاك وقال : في سنده عمرو بن موسى وهو متروك ، عن أبي بكرة- رضي الله تعالى عنه- قال : «كانت قراءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المد ليس فيه ترجيع» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا عن قتادة- رضي الله تعالى عنه- قال : «لم يبعث الله تعالى نبيا إلا حسن الوجه ، حسن الصوت ، وكان نبيكم- صلى الله عليه وسلم- أحسنهم وجها ، وأحسنهم صوتا ، وكان من قبله يرجعون ولا يمدون ، وكان هو يمد ولا يرجع» ، رواه ابن سعد بلفظ : «كان لا يمد كل المد» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية