الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              السادس : في صيامه- صلى الله عليه وسلم- الأسبوع والأيام البيض :

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والترمذي- وحسنه- وابن ماجه ، عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يصوم الاثنين ، والخميس ، قيل يا رسول الله : إنك تصوم الاثنين والخميس ؟ فقال : «إن يوم الاثنين والخميس ، يغفر الله تعالى فيهما لكل مسلم ، إلا كل متهاجرين يقول : دعهما حتى يصطلحا ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي- وحسنه- والنسائي ، وابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يتحرى صيام الاثنين ، والخميس» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، عن أسامة بن زيد- رضي الله تعالى عنه- قال : قلت يا رسول الله : تصوم لا تكاد تفطر ، وتفطر لا تكاد تصوم ، إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما ؟ ، قال : «أي يومين» ؟ قلت : يوم الاثنين ، ويوم الخميس قال : «ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم ، عن أبي قتادة قال : سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن صوم الاثنين ، فقال : «فيه ولدت ، وفيه أنزل علي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي ، عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لا يفطر الأيام البيض في حضر ولا سفر» . [ ص: 435 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن حفصة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «لم يكن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدع صيام الأيام البيض من كل شهر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن معاذة العدوية- رحمها الله تعالى- قالت : «سألت عائشة- رضي الله تعالى عنها- أكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ؟ قالت : نعم ، قلت لها : أي أيام الشهر كان يصوم ؟ قالت : لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن حفصة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ، الاثنين ، والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي ، عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام : الاثنين والخميس من هذه الجمعة ، والاثنين من المقبلة» ، وفي رواية له : «أول اثنين من الشهر ، ثم الخميس ، ثم الخميس الذي يليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والنسائي ، وأبو داود ، عن هنيدة بن خالد الخزاعي عن امرأته عن بعض أزواج النبي- صلى الله عليه وسلم- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم من كل شهر ثلاثة أيام ، أول اثنين من الشهر ، وخميسين» . لفظ أبي داود : والخميس . قال ابن الجوزي : هذا الحديث معروف لحفصة بنت عمر .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي وحسنه ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصوم من الشهر : السبت ، والأحد ، والاثنين ، ومن الشهر الآخر : «الثلاثاء ، والأربعاء ، والخميس» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار ، عن ابن عباس والبزار وأبو يعلى ، عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قالا : «لم ير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مفطرا في يوم جمعة قط» سندهما ضعيف .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية