الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثامن : في أمره- صلى الله عليه وسلم- أهله أن يصنعوا طعاما لمن مات لهم ميت ، وسيرته في التعزية .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وابن ماجه ، عن أسماء بنت عميس- رضي الله تعالى عنهما- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما جاءه نعي جعفر خرج إلى أهله ، فقال : «إن آل جعفر قد شغلوا بشأن [ ص: 383 ] ميتهم فاصنعوا لهم طعاما» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ، عن عبد الله بن جعفر- رضي الله تعالى عنهما- قال : «لما جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي- صلى الله عليه وسلم- : «اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن جرير بن عبد الله- رضي الله عنه- قال : كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار برجال الصحاح ، عن بريدة- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بلغه أن امرأة من الأنصار مات ابن لها ، فجزعت عليه ، فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ومعه أصحابه فلما بلغ باب المرأة قيل للمرأة إن نبي الله- صلى الله عليه وسلم- يريد أن يدخل يعزيها ، فدخل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال : «أما إنه قد بلغني أنك جزعت على ابنك» ، فقالت : يا رسول الله وما لي لا أجزع ، وأنا رقوب لا يعيش لي ولد ؟ فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إنما الرقوب الذي يعيش ولدها ، إنه لا يموت لامرأة مسلمة ، أو امرئ مسلم نسمة- أو قال : ثلاثة من ولده فيحتسبهم إلا وجبت له الجنة» ، فقال عمر وهو عن يمينه : بأبي أنت وأمي واثنين ، قال نبي الله- صلى الله عليه وسلم- : «واثنين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني- بسند فيه ضعف- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- : «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما عزي بابنته رقية قال : «الحمد لله «دفن» - وفي لفظ البزار : «موت» - البنات من المكرمات» . [ ص: 384 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية