الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفي هذه السنة: وجه الوليد بن يزيد خاله يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي واليا على المدينة ومكة والطائف ، ودفع إليه إبراهيم ومحمد ابني هشام بن إسماعيل المخزومي موثقين في عباءتين وأقامهما للناس في المدينة ، ثم كتب الوليد إليه يأمره أن يبعث بهما إلى يوسف بن عمر وهو يومئذ عامله على العراق ، فلما قدما عليه عذبهما حتى قتلهما ، وقد كان رفع عليهما عند الوليد أنهما أخذا مالا كثيرا .

وفي هذه السنة: عزل يوسف بن محمد سعد بن إبراهيم عن قضاء المدينة ، وولاها يحيى بن سعيد الأنصاري .

وفيها: قدم سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم وقحطبة بن شبيب فلقوا محمد بن علي -في بعض قول أهل السير- فأخبروه بقصة أبي مسلم وما رأوا منه ، فقال لهم: أحر هو أم عبد؟ فقالوا: أما عيسى فيزعم أنه عبد ، وأما هو فيزعم أنه حر ، فاشتروه وأعتقوه ، وأعطوا محمد بن علي مائتي ألف درهم ، وكسى بثلاثين ألف درهم ، فقال لهم: ما أظنكم تلقوني بعد عامكم هذا ، فإن حدث بي حدث فصاحبكم إبراهيم بن محمد؛ فإني أثق به لكم ، وأوصيكم به خيرا ، وقد أوصيته بكم فصدروا من عنده .

وفيها: قتل يحيى بن زيد بن علي بخراسان وقد ذكرنا أنه مضى بعد موت أبيه إليها ، وأقام ببلخ عند الحريش بن عمر وحتى هلك هشام وولي الوليد ، فكتب يوسف بن عمر إلى نصر بن سيار ليأخذ الحريش [بن عمرو] ، فبعث نصر إلى عقيل بن معقل العجلي يأمره بأخذ الحريش ، فأخذه فسأله عن يحيى ، فقال: لا علم لي به ، فجلده ستمائة سوط ، فقال ابنه: لا تقتل أبي وأنا أدلك عليه ، فدله ، فإذا هو في [ ص: 244 ] جوف بيت ، فأخذه فجاء كتاب الوليد بتخليته ، فدعاه نصر فأمره بتقوى الله ، وحذره الفتنة ، وأمره أن يلحق بالوليد ، وأمر له بألفي درهم وبغلين ، فمضى حتى انتهى إلى سرخس ، فأقام بها ، فأخرجه واليها ، وبعث نصر بن سيار سلم بن أحوز في طلب يحيى بن زيد ، فبعث سلم سورة بن محمد الكندي فلقيه فقاتله ، فقتله وقتل أصحابه وأخذ رأسه .

وفيها: حج بالناس يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي ، وكانت عمال الأمصار في هذه السنة عمالها في السنة التي قبلها .

التالي السابق


الخدمات العلمية