الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

673 - صالح بن أبي صالح ، مولى التوأمة ، يكنى أبا عبد الله:

واسم أبي صالح نبهان ، والتوأمة بنت أمية بن خلف الجمحي ، ولدت مع أخت لها توأمين ، وهي أعتقت أبا صالح . روى عن أبي هريرة ، وحديثه قليل ضعيف .

توفي في هذه السنة .

674 - محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب:

أمه العالية بنت عبيد الله بن العباس ، وكان بينه وبين أبيه في السن أربع عشرة سنة ، وكان أشبه الناس به ، لا يفرق بينهما إلى أن خضب علي ، فعرف بخضابه ، وكان له من الولد اثنا عشر ذكرا وخمس بنات ، فمن الذكور: إبراهيم الإمام ، وإليه أوصى ، فقام بالإمامة من بعده . وعبد الله السفاح ، وعبد الله المنصور ، وعبد الله الأصغر ، وإسماعيل ، وموسى ، وداود ، وعبيد الله ، والعباس ، ويعقوب ، ويحيى .

ومن الإناث: بريهة ، وريطة ، والعالية ، ولبابة ، وأم حبيب .

ومحمد بن علي أول من نطق بالدولة العباسية ، وأول من دعي إليه من بني [ ص: 245 ] العباس وسمي بالإمام ، وكوتب وأطيع . وكان ذلك في سنة تسع وثمانين في خلافة الوليد بن عبد الملك .

وكان عبد الله بن محمد ابن الحنفية قد أوصى إليه ، ورفع إليه كتبه ، وقال: إنما الأمر في ولدك .

فتوفي محمد بن علي قبل تمام الدعوة في ذي القعدة من هذه السنة ، وكان بين وفاته ووفاة أبيه سبع سنين ، وبلغ من العمر ستين ، وقيل: ثلاثا وستين ، وأوصى إلى ابنه إبراهيم ، فسمي الإمام .

675 - محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان:

أمه عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة . ويكنى أبا الرجال ، وإنما كني بذلك لأجل ولده ، وكان له عشرة ذكور ، وروى عن أنس وأمه ، وكان ثقة ، روى عنه مالك الفقيه .

وثم آخر اسمه سالم ويكنى أبا الرجال ، روى عن عطاء ، وروى عنه الفضل بن غزوان ، لا يعلم من يكنى أبا الرجال سوى هذين .

فأما من يكنى أبا الرحال -بالحاء المهملة المشددة- فثلاثة: أبو الرحال عقبة بن عبيد الطائي ، كوفي ، رأى أنس بن مالك .

وأبو الرحال خالد بن محمد الأنصاري ، يروي عن النضر بن أنس الخزرجي ، قال البخاري: هو منكر الحديث .

وأبو الرحال سمع [الحسن] ، حديثه مرسل ، روى عنه أبو نعيم .

676 - معبد بن وهب بن قطن ، أبو عباد المغني:

الذي كان يضرب به المثل في الغناء ، وكان من أحسن الناس غناء وأجودهم صناعة ، مولى العاص بن وابصة المخزومي . وقيل: هو مولى معاوية بن أبي سفيان [ ص: 246 ] رضي الله عنه .

خلاسيا ، مديد القامة ، أحول ، وكان أبوه أسود . عاش معبد حتى كبر وانقطع صوته ، توفي في عسكر الوليد بن يزيد عن خمس وثمانين سنة ، فمشى الوليد بين يدي جنازته .

677 - هشام بن عبد الملك بن مروان:

مرض بالذبحة ، قال سالم أبو العلاء: خرج علينا هشام يوما وهو كئيب ، فسألته عن حاله ، فقال: لا أغتم ، وقد زعم أهل العلم أني ميت إلى ثلاث وثلاثين يوما . قال: فلما استكمل الأيام إذا خادم يدق الباب يقول: أجب أمير المؤمنين واحمل معك دواء الذبحة ، وقد كان أخذه مرة فعولج به فأفاق ، فخرجت ومعي الدواء فتغرغر به فازداد الوجع شدة ثم سكن ، فانصرفت إلى أهلي فما كان إلا ساعة حتى سمعت الصراخ ، فقالوا: مات . فأغلق الخزان الأبواب ، فطلبوا له قمقما يسخن فيه الماء فما وجدوه حتى استعاروه من بعض الخزان .

قال علماء السير: لما رأى هشام أولاده حوله يبكون في مرضه ، قال: جاد لكم هشام بالدنيا وجدتم عليه بالبكاء ، وترك لكم ما جمع وتركتم عليه ما اكتسب ، ما أعظم منقلب هشام إن لم يغفر الله له!

وكان قد خلف سبعمائة ضيعة وكان له الهني والمري بالرقة ، وكانا يرفعان عشرة آلاف ألف ، وهو الذي احتفر الهني .

ووحد له اثنا عشر ألف قميص ولم يوجد له إلا أربعة أرؤس من الدواب ، ونعلان وبضعة عشر خادما .

قال أبو معشر: كانت وفاته لست ليال خلون من ربيع الآخر . وكانت خلافته تسع عشرة سنة وثمانية أشهر ونصفا .

وقال المدائني وابن [الكلبي]: وسبعة أشهر وأحد عشر يوما .

واختلفوا في مبلغ سنه ، فقال هشام بن محمد: كان له خمس وخمسون سنة .

وقال الواقدي: أربع وخمسون ، وقال غيره: اثنتان وخمسون .

وكانت وفاته بالرصافة وبها قبره ، وصلى [عليه] ابنه مسلمة .

[ ص: 247 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية