الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                4831 ص: وقد يجوز أن يكون قول رسول الله -عليه السلام-: "ف بنذرك" ليس من طريق أن ذلك كان واجبا عليه، ولكن على أنه قد كان سمح في حال ما نذره أن يفعله فهو معصية لله -عز وجل- فأمره النبي -عليه السلام- أن يفعله الآن على أنه طاعة لله -عز وجل- فكان ما أمر به خلاف ما كان أوجبه على نفسه.

                                                وهذا قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد -رحمهم الله-.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذا جواب عن الحديث الذي احتج به أهل المقالة الأولى، حاصله: أن أمره -عليه السلام- لعمر بن الخطاب بقوله: "ف بنذرك" ليس للوجوب، وإنما هو للإباحة، وذلك لأنه لما نذر أن يفعله وهو في كفره كان ذلك على وجه المعصية لله تعالى، فأمره النبي -عليه السلام- بعد إسلامه على وجه الطاعة لله -عز وجل- فكان الذي أمر به في هذه الحالة خلاف ما كان أوجبه على نفسه في تلك الحالة. فافهم. والله أعلم.




                                                الخدمات العلمية