الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ؛ أي : من افترى ، واختلق مرتكبا إثما لا يقادر قدره ، ويستحقر دونه جميع الآثام ، فلا تتعلق به المغفرة قطعا .

وهذه الآية من أجل الآيات التي كانت خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وما غربت ، وأعظمها ؛ لأنها تؤذن بأن ما دون الشرك من الذنب مغفور بحسب المشيئة ، والوعد المعلق بالمشيئة من الكريم محقق الإنجاز ، خصوصا لعباده الموحدين المخلصين من المحمديين كما قال لهم : إن الله يغفر الذنوب جميعا .

ثم ذكر قصة «وحشي » قاتل حمزة -رضي الله عنه - قال: ورأى أبو العباس شريح في مرض موته كأن القيامة قد قامت ، وإذا الجبار -سبحانه وتعالى - يقول : أين العلماء ؟ فجاءوا ، فقال : ماذا عملتم فيما علمتم ؟

فقلنا : يا رب ! قصرنا ، وأسأنا ، فأعاد السؤال ، فكأنه لم يرض به ، وأراد جوابا آخر ، فقلت : أما أنا فليس في صحيفتي شرك ، وقد وعدت أن تغفر ما دونه .

فقال الله تعالى : اذهبوا فقد غفرت لكم .

ومات شريح بعده بثلاث ليال ، وهذا من حسن الظن بالله تعالى .


كنونت كه جشم ست اشكي ببار زبان دردبان ست عذر بيار     كنون بايدت عذر تقصير كفت
نه جون نفس ناطق زكفتن نجفت     غنيمت شماراين كرامى نفس
كدبى مرغ قيمت ندارد قفس

التالي السابق


الخدمات العلمية