الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وبالجملة : فلا يقدر أحد على أن يعلم أمرا أو شيئا سيكون باختياره وإرادته ، سوى الله الواحد ، الذي لا شريك له ، ولا ند ، ولا ضد .

وهذه الآية قد دلت على أن هؤلاء الذين يدعون العلم بالغيب بكشف ، أو استخارة ، أو نظر في تقويم قديم ، أو ورقة ، أو رمل ، أو قرعة ، أو أزلام ، أو كتاب الفال ، فأولئك هم الكاذبون المفترون .

لا ينبغي لأحد أن يقع في شركهم ومصيدهم ، بل الذي يجب أن يكون على حذر منهم ، فإنهم لصوص أكالون بطالون . [ ص: 417 ]

نعم الذي لا يدعي لنفسه العلم بالغيب ، ولا يراه في قدرته واختياره ، بل يقول : إنه يعلم تارة شيئا من جهة الله -سبحانه وتعالى - ، وهذا ليس في قدرته ، ولا يتمكن من العلم به متى شاء ، بل الله من بذلك عليه متى أراد .

فهذا الأمر يمكن ، لعل قائله صدق أو كاد ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية