الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
والفائدة في قوله : بعيدا : أن الذهاب عن الجنة على مراتب : أبعدها الشرك بالله تعالى . انتهى .

فالشرك أقبح الرذائل ، كما أن التوحيد أحسن الحسنات .

والسيئات على وجوه ؛ كأكل الحرام ، وشرب الخمر ، والغيبة ، ونحوها ، لكن أسوأ الكل الشرك بالله ، ولذلك لا يغفره .

وهو جلي ، وخفي -حفظنا الله منهما - .

وكذا الحسنات على وجوه ، ويجمعها العمل الصالح ، وهو ما أريد به وجه الله .

وأحسن الكل : التوحيد ؛ لأنه أساس جميع الحسنات ، وقامع السيئات ، ولذلك لا يوزن .

قال -عليه الصلاة والسلام - : «كل حسنة يعملها ابن آدم توزن يوم القيامة ، [ ص: 348 ] إلا شهادة أن لا إله إلا الله ؛ فإنها لا توضع في ميزانه » ؛ لأنها لو وضعت في ميزان من قالها صادقا ، ووضعت السماوات والأرضون السبع ، وما فيهن ، كان لا إله إلا الله أرجح من ذلك. انتهى .

وقال الخطيب الشربيني -قدس سره - في تفسيره «السراج المنير » عند تفسير الآية الأولى : إن الله لا يغفر أن يشرك به ؛ أي : لا يغفر الإشراك به .

ثم ذكر رواية ابن عمر -رضي الله عنهما - في شأن نزولها .

ثم قال: ولما أخبر بعدله ، أخبر تعالى بفضله ، فقال : ويغفر ما دون ذلك الأمر الكبير العظيم من كل معصية ، سواء أكانت صغيرة ، أم كبيرة ، وسواء أتاب فاعلها ، أم لا .

ورهب إعلاما بأنه مختار لا يجب عليه شيء لمن يشاء .

وقال الكلبي : نزلت هذه الآية في وحشي . . . إلخ .

ومن يشرك بالله فقد افترى ؛ أي : ارتكب إثما عظيما ؛ أي : كبيرا .

فالافتراء كما يطلق على القول يطلق على الفعل ، وكذا الاختلاق .

روي أن رجلا قال: يا رسول الله ! ما الموجبتان ؟ قال: «من مات لا يشرك بالله شيئا ، دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا ، دخل النار .

وروى أبو ذر : أنه صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد قال: لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة » ، قلت : وإن زنى وإن سرق . . . إلخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية