الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (47) وقوله تعالى : قالت رب أنى يكون لي ولد : قد تقدم إعراب هذه الجمل في قصة زكريا فلا معنى لإعادته إلا أن هناك "يفعل ما يشاء " وهنا "يخلق " قيل : لأن قصتها أغرب من قصته ، وذلك أنه لم يعهد ولد من عذراء لم يمسها بشر البتة ، بخلاف الولد بين الشيخ والعجوز فإنه مستبعد ، وقد يعهد مثله وإن كان قليلا ، فلذلك أتى بيخلق المقتضي الإيجاد والاختراع من غير إحالة على سبب ظاهر ، وإن كانت الأشياء كلها بخلقه وإيجاده وإن كان لها أسباب ظاهرة .

                                                                                                                                                                                                                                      والجملة من قوله : ولم يمسسني حالية . [والبشر في الأصل مصدر [ ص: 182 ] كالخلق ، ولذلك يستوي فيه ] المذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والمجموع ، تقول : هذه بشر ، وهذان بشر ، وهؤلاء بشر ، كقولك : هؤلاء خلق . قيل : [واشتقاقه من البشرة وهو ظاهر الجلد ، لأنه الذي من شأنه أن يظهر الفرح ] والغم في بشرته . "ويكون " يحتمل التمام والنقصان ، وقد تقدم تحريره ، وتقدم أيضا اختلاف القراء في " فيكون " وما ذكر في توجيهه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية