الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 243 ] آ . (68) قوله تعالى : بإبراهيم : متعلق بـ "أولى " ، وأولى : أفعل تفضيل من الولي وهو القرب ، والمعنى : أن أقرب الناس به وأخصهم ، فألفه منقلبة من ياء ، لكون فائه واوا . قال أبو البقاء : "إذ ليس في الكلام ما لامه وفاؤه واوان ، إلا " واو "يعني اسم حرف التهجي ، كالوسط من " قول " ، أو اسم حرف المعنى كواو النسق ، ولأهل التصريف خلاف من عينه : هل هي واو أيضا أو ياء ؟ وقد تعرضت لها بدلائلها في " شرح التسهيل " .

                                                                                                                                                                                                                                      و " للذين اتبعوه "خبر " إن " ، و " هذا النبي "نسق على الموصول ، وكذلك و " الذين آمنوا " ، والنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون رضي الله عنهم وإن كانوا داخلين فيمن اتبع إبراهيم ، إلا أنهم خصوا بالذكر تشريفا وتكريما ، فهو من باب وملائكته ورسله وجبريل وميكال .

                                                                                                                                                                                                                                      وحكى الزمخشري أنه قرئ : " وهذا النبي "بالنصب والجر ، فالنصب نسق على مفعول " اتبعوه "فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد اتبعه غيره كما اتبع إبراهيم ، والتقدير : للذين اتبعوا إبراهيم وهذا النبي : ويكون قوله : " والذين آمنوا "نسقا على قوله : " للذين اتبعوه " . والجر نسق على إبراهيم ، أي : إن أولى الناس بإبراهيم وبهذا النبي للذين اتبعوه ، وفيه نظر من حيث إنه كان ينبغي أن يثنى الضمير في " اتبعوه "فيقال : اتبعوهما ، اللهم إلا أن يقال : هو من باب والله ورسوله أحق أن يرضوه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية