الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (133) قوله تعالى : وسارعوا : قرأ نافع وابن عامر : "سارعوا " دون واو . والباقون بواو العطف . فمن أسقطها استأنف الأخير بذلك ، أو أراد العطف ولكنه حذف العاطف للدلالة كقوله تعالى : ثلاثة رابعهم كلبهم . وقد تقدم ضعف هذا المذهب . ومن أثبت الواو عطف جملة أمرية على مثلها . وبعد اتباع الأثر في التلاوة اتبع كل رسم مصحفه فإن الواو ساقطة من مصاحف المدينة والشام ثابتة فيما عداها .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : من ربكم صفة لـ "مغفرة " و "من " للابتداء مجازا . وقوله : عرضها السماوات لا بد من حذف أي : مثل عرض السماوات ، يدل عليه قوله : عرضها كعرض والجملة في محل جر صفة لـ "جنة " .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : أعدت يجوز أن يكون محلها الجر صفة ثانية لـ "جنة " ، ويجوز أن يكون محلها النصب على الحال من "جنة " ؛ لأنها لما وصفت تخصصت فقربت من المعارف . قال أبو البقاء : "ويجوز أن تكون مستأنفة ، ولا يجوز أن تكون حالا من المضاف إليه لثلاثة أشياء ، أحدها : أنه لا عامل ، وما جاء من ذلك متأول على ضعفه . والثاني : العرض هنا لا يراد به المصدر الحقيقي بل [ ص: 395 ] يراد به المسافة . والثالث : أن ذلك يلزم منه الفصل بين الحال وبين صاحب الحال بالخبر " معنى بالخبر قوله "السماوات " وهو رد صحيح .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية