الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ . (163) قوله تعالى : هم درجات مبتدأ وخبر ، ولا بد من تأويل في الإخبار بالدرجات عن " هم " لأنها ليست إياهم ، فيجوز أن يكون جعلوا نفس الدرجات مغالبة ، والمعنى : أنهم متفاوتون في الجزاء على كسبهم ، كما أن الدرجات متفاوتة ، والأصل على التشبيه أي : هم مثل [ ص: 470 ] الدرجات في التفاوت ، ومنه قوله :


                                                                                                                                                                                                                                      1489 - أنصب للمنية تعتريهم رجالي أم هم درج السيول



                                                                                                                                                                                                                                      ويجوز أن يكون على حذف مضاف أي : ذوو درجات أي :ذوو درجات أي :أصحاب منازل ورتب في الثواب والعقاب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأجاز ابن الخطيب أن يكون الأصل : "لهم درجات " فحذفت اللام ، وعلى هذا يكون "درجات " مبتدأ وما قبلها الخبر . وقد رد عليه بعض الناس ، وجعل هذا من جهله وجهل متبوعيه من المفسرين بلسان العرب وقال : "لا مساغ لحذف اللام البتة ، لأنها إنما تحذف في مواضع يضطر إليها ، وهنا المعنى واضح مستقيم من غير تقدير حذف " ، ولعمري إن ادعاء حذف اللام خطأ ، والمخطئ معذور ، ولكن قد نقل عن المفسرين هذا ، ونقل عن ابن عباس والحسن : "لكل درجات من الجنة والنار " ، لأن هؤلاء رضي الله عنهم يفسرون المعنى لا الإعراب اللفظي . وقرأ النخعي : "درجة " بالإفراد على الجنس

                                                                                                                                                                                                                                      و عند الله فيه وجهان ، أحدهما : أن يتعلق بـ "درجات " على المعنى لما تضمنت من معنى الفعل ، كأنه قيل : هم متفاضلون عند الله ، وأن يتعلق بمحذوف صفة لدرجات ، فيكون في محل رفع .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية