الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
977 - وحدثنا الفريابي ، قال : حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي ، قال : حدثنا إسماعيل بن عياش ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ، عن أبي سلام الدمشقي ، وعمرو بن عبد الله الشيباني ، أنهما سمعا أبا أمامة الباهلي : يحدث عن حديث عمرو بن عبسة السلمي قال : رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية ، ورأيت أنها آلهة باطلة ، يعبدون الحجارة ، ورأيت الحجارة لا تضر ولا تنفع ، قال : فلقيت رجلا من أهل الكتاب ، فسألته عن أفضل الدين ؟ فقال : يخرج رجل من مكة ، ويرغب عن آلهة قومه ، [ ص: 1449 ] ويدعو إلى غيرها ، وهو يأتي بأفضل الدين ، فإذا سمعت به فاتبعه ، فلم يكن لي هم إلا مكة ، آتيها أسأل : هل حدث فيها أمر ؟ فيقولون : لا ، فأنصرف إلى أهلي ، وأهلي من الطريق غير جد بعيد ، فأعترض الركبان خارجين من مكة ، فأسألهم : هل حدث فيها خبر أو أمر ؟ فيقولون : لا ، فإني لقاعد على الطريق ، إذ مر بي راكب ، فقلت : من أين جئت ؟ قال : من مكة ، قلت : هل حدث فيها خبر ؟ قال : نعم ، رجل رغب عن آلهة قومه ، ودعا إلى غيرها ، قلت : صاحبي الذي أريد ، فشددت راحلتي ، فجئت منزلي الذي كنت أنزل فيه ، فسألت عنه ؟ فوجدت مستخفيا شأنه ، ووجدت قريشا عليه جرءاء ، فلطفت له حتى دخلت عليه ، فسلمت عليه ، ثم قلت : ما أنت ؟ قال : "نبي" ، قلت : وما النبي ؟ قال : "رسول الله صلى الله عليه وسلم" قلت : من أرسلك ؟ قال : "الله" قلت : بماذا أرسلك ؟ قال : "أن توصل الأرحام ، وتحقن الدماء ، وتأمن السبل ، وتكسر الأوثان ، ويعبد الله وحده لا تشرك به شيئا" قال : قلت : نعم ما أرسلك به ، أشهدك أنى قد آمنت بك وصدقت .

أفأمكث معك ؟ أو ما ترى ؟ قال : "قد ترى كراهية الناس لما جئت به ، [ ص: 1450 ] فامكث في أهلك ، فإذا سمعت بي خرجت مخرجا فاتبعني" ، فلما سمعت به خرج إلى المدينة ، سرت حتى قدمت عليه ، ثم قلت : يا نبي الله ، أتعرفني ؟ قال : "نعم . أنت السلمي الذي جئتني بمكة ، فقلت : لك كذا وكذا ، وقلت لي كذا وكذا . . .
وذكر الحديث" .

[ ص: 1451 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية