الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
154 - حدثنا أبو محمد الحسن بن علوية القطان ، قال : حدثنا عاصم بن علي ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، قال : إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : " إن ناسا يجادلونكم بشبه القرآن ، فخذوهم بالسنن ، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله تعالى " .

قال محمد بن الحسين :

وهكذا كان من بعد عمر علي بن أبي طالب رضي الله [ عنه ] ، إذا سأله إنسان عما لا يعنيه عنفه ورده إلى ما هو أولى به .

[ ص: 486 ] روي أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال يوما : سلوني . فقام ابن الكواء ، فقال : ما السواد الذي في القمر ؟ فقال له : " قاتلك الله سل تفقها ، ولا تسأل تعنتا ، ألا سألت عن شيء ينفعك في أمر دنياك أو أمر آخرتك ؟ ثم قال : ذلك محو الليل " .

قلت : وقد كان العلماء قديما وحديثا يكرهون عضل المسائل ويردونها ، ويأمرون بالسؤال عما يعني ، خوفا من المراء والجدال الذي نهوا [ ص: 487 ] عنه ، " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال ، وكثرة السؤال " . و " نهى عن الأغلوطات " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم ؛ فحرم من أجل مسألته " كل هذا خوفا من المراء والجدال .

فاتقوا الله يا أهل القرآن ، ويا أهل الحديث ، ويا أهل الفقه ، ودعوا المراء والجدال والخصومة في الدين ، واسلكوا طريق من سلف من [ ص: 488 ] أئمتكم ، يستقم لكم الأمر الرشيد ، وتكونوا على المحجة الواضحة ، إن شاء الله .

فقد أثبت في ترك المراء والجدال ما فيه كفاية لمن عقل . والله الموفق لمن أحب .

[ ص: 489 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية