الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
35 - حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي ، قال : حدثنا هشام بن عمار الدمشقي ، قال : حدثنا . عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين ، قال : حدثنا الأوزاعي ، قال : حدثنا يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن الصنابحي ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : " لتتبعن أثر من كان قبلكم ، حذو النعل بالنعل ، لا تخطئون طريقتهم ولا [ ص: 323 ] تخطئنكم ، ولتنقضن عرى الإسلام عروة فعروة ، ويكون أول نقضها الخشوع حتى لا يرى خاشعا ، وحتى يقول أقوام : ذهب النفاق من أمة محمد ، فما بال الصلوات الخمس ؟ لقد ضل من كان قبلنا حتى ما يصلون بصلاة بينهم ، أولئك المكذبون بالقدر ، وهم أسباب الدجال ، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال " .

قال محمد بن الحسين :

من تصفح أمر هذه الأمة من عالم عاقل علم أن أكثرهم - العام منهم - تجري أمورهم على سنن أهل الكتابين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى سنن [ ص: 324 ] كسرى وقيصر وعلى سنن أهل الجاهلية ، وذلك مثل السلطنة وأحكامهم ، وأحكام العمال والأمراء وغيرهم ، وأمر المصائب والأفراح ، والمساكن واللباس ، والحلية ، والأكل والشرب ، والولائم والمراكب والخدم والمجالس والمجالسة ، والبيع والشراء ، والمكاسب من جهات كثيرة ، وأشباه لما ذكرت يطول شرحها ؛ تجري بينهم على خلاف الكتاب والسنة ، وإنما تجري بينهم على سنن من قبلنا ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، الله المستعان ، ما أقل من يتخلص من البلاء الذي قد عم الناس ، ولن يميز هذا إلا عاقل قد أدبه العلم ، والله الموفق لكل رشاد ، والمعين عليه .

[ ص: 325 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية