الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
320 - أخبرنا الفريابي بذلك ، قال : حدثنا خلف بن محمد الواسطي - المعروف بكردوس - ، قال : حدثنا يعقوب بن محمد ، قال حدثنا الزبير بن حبيب ، عن زيد بن أسلم أنه قال هذا .

[ ص: 729 ] قال محمد بن الحسين :

وصدق زيد بن أسلم ، ونحن نزيد على ما قاله زيد بن أسلم مما قالته الأنبياء مما هو حجة على أهل القدر ، ومما قاله أهل النار بعضهم لبعض مما فيه حجة على القدرية .

فأول ما أبتدئ بذكره هاهنا بعد ذكرنا لما مضى زيادة على ما قال زيد بن أسلم ؛ ذكرنا عن الله تعالى ما قاله ، مما يفتضح به أهل القدر ونذكر ما قالته الأنبياء مما هو رد على أهل القدر الذين خطا بهم عن طريق الحق ، والذين قد لعب بهم الشيطان ، واستحوذ عليهم ، وخالفوا سبيل المؤمنين .

قال الله تعالى في قوم أشقاهم وأضلهم عن طريق الحق ، فقال جل ذكره : ( ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون ) .

[ ص: 730 ] قال محمد بن الحسين :

هكذا القدري ، يقال له : قال الله كذا ، وقال كذا ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : كذا ، وقال كذا ، وقالت الأنبياء كذا ، وقالت صحابة نبينا كذا ، وقالت أئمة المسلمين كذا ، فلا يسمع ولا يعقل إلا ما هو عليه من مذهبه الخبيث ، أعاذنا الله وإياكم من سوء مذهبهم ، ورزقنا وإياكم التمسك بالحق ، وثبت قلوبنا على شريعة الحق ، إنه ذو فضل عظيم ، وأعاذنا من زيغ القلوب ، فإن المؤمنين قد علموا أن قلوبهم بيد الله ، يزيغها إذا شاء عن الحق ، ويهديها إذا شاء إلى الحق ، ومن لم يؤمن بهذا كفر .

قال الله تعالى فيما أرشد أنبياءه إليه والمؤمنين من الدعاء ، أرشدهم في كتابه أن يقولوا : ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية