الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - وإذا عكست [ الكلية الموجبة ] بنقيض مفرديها - صدقت . ومن ثم انعكست السالبة سالبة [ جزئية ] .

            التالي السابق


            ش - لما ذكر العكس المستوي أراد أن يشير إلى عكس [ ص: 108 ] النقيض ، وهو عبارة عن تبديل كل من طرق القضية بنقيض الآخر مع بقاء الكيف والصدق .

            وإذا عكست الموجبة الكلية ، لا الجزئية ، فإنها لا تنعكس ، عكس النقيض بنقيض مفرديها ، أي بدل كل من طرفي الموجبة الكلية بنقيض الآخر صدقت .

            مثلا - إذا صدق : كل ج ب ، وجب أن يصدق : كل ما ليس ب ليس ج ، وإلا لصدق نقيضه ، وهو قولنا : ليس كل ما ليس ب ليس ج ، ويستلزم : بعض ما ليس ب ج ، وهو ينعكس بالعكس المستوي إلى قولنا : بعض ج ليس ب ، وكان الأصل : كل ج ب هذا خلف .

            وإنما قلنا : إن الموجبة الجزئية لا تنعكس بعكس النقيض ; لأنه يصدق : بعض الحيوان هو لا إنسان ، ولا يصدق في عكس نقيضه : بعض الإنسان لا حيوان .

            ومن ثم ، أي ومن أجل أن الموجبة الكلية تنعكس عكس النقيض إلى الموجبة الكلية ، انعكست السالبة كلية أو جزئية بعكس النقيض إلى السالبة الجزئية ; لأنه حينئذ يتم بيانه بواسطة عكس النقيض للموجبة الكلية .

            مثلا إذا صدق : بعض ج ليس ب ، وجب أن يصدق : ليس بعض ما ليس ب ليس ج ، وإلا بصدق نقيضه ، وهو قولنا : كل ما ليس ب ليس ج ، وهو ينعكس عكس النقيض إلى قولنا : كل ج ب ، وقد كان الأصل : بعض ج ليس ب . هذا خلف .

            [ ص: 109 ] وإذا انعكست السالبة الجزئية إلى السالبة الجزئية انعكست السالبة الكلية إلى السالبة الجزئية ; لأن السالبة الجزئية أعم من السالبة الكلية ، ولازم العام لازم الخاص .

            ولا تنعكس السالبة الكلية إلى السالبة الكلية ; لأنه يصدق قولنا : لا شيء من الإنسان بلا حيوان ، ولا يصدق في عكس نقيضه : لا شيء من الحيوان بلا إنسان ; ضرورة صدق قولنا : بعض الحيوان لا إنسان . وكذا حكم نقيض المتصلة .




            الخدمات العلمية