الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - وأجيب باستقراء أن العلاقة مصححة ، كرفع الفاعل .

            [ ص: 194 ]

            التالي السابق


            ش - تقرير الجواب أن يقال : لا نسلم أنه إذا لم يكن قياسا ، كان اختراعا . وإنما يلزم ذلك أن لو كان لم يكن الاستقراء دالا على أن العلاقة المعتبرة كافية في صحة الاستعمال . أما إذا كان الاستقراء دالا فلا . كما في رفع الفاعل لم يسمع رفعه من العرب . فإنا لما استقرأنا كلامهم في رفع الفاعل حكمنا بكون الفاعل مرفوعا في جميع الصور ، ولم يكن ذلك قياسا في اللغة ولا اختراعا . كذلك ههنا .

            استقرأنا الألفاظ المجازية فوجدناها مشتملة على العلاقة ، فحكمنا حكما مطلقا على أن العلاقة مصححة .

            فإن قيل : إن تصحيح العلاقة لجواز الاستعمال إن لم يكن مستندا إلى النقل ، لم يكن مسلما .

            وإن كان مستندا إلى النقل ، يلزم مطلوب الخصم ، وهو أن يكون جواز الاستعمال لأجل العلاقة مع وجود النقل .

            أجيب بأن النقل في أصل المجاز كاف في تصحيح العلاقة لجواز الاستعمال في كل واحد من الصور ، ولا يحتاج إلى النقل في الآحاد الذي هو مذهب الخصم ; لأن النزاع وقع فيه .




            الخدمات العلمية