الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              حرف الطاء

                                                                                                                                                                                                                              «طاب طاب » :

                                                                                                                                                                                                                              بالتكرير قال «ع » : من أسمائه صلى الله عليه وسلم في التوراة،
                                                                                                                                                                                                                              ومعناه طيب. وقيل معناه: ما ذكر بين قوم إلا طاب ذكره بينهم.

                                                                                                                                                                                                                              «الطاهر » :

                                                                                                                                                                                                                              المنزه عن الأدناس المبرأ من الأرجاس اسم فاعل من الطهارة، وهي كما قال بعضهم: على قسمين حسية، ومعنوية. فالأولى: التنقي من الأدناس الظاهرة، والثانية: التخلي عن الأرجاس الباطنة، كالأخلاق المذمومة والتحلي بالأخلاق المحمودة.

                                                                                                                                                                                                                              قال النيسابوري: الطهارة على عشرة أوجه: [ ص: 484 ] الأول: طهارة الفؤاد، وهي صرفه عما دون الله تعالى.

                                                                                                                                                                                                                              الثاني: طهارة السر، وهي رؤية المشاهدة.

                                                                                                                                                                                                                              الثالث: طهارة الصدر، وهي الرجاء والقناعة.

                                                                                                                                                                                                                              الرابع: طهارة الروح، وهي الحياء والهيبة.

                                                                                                                                                                                                                              الخامس: طهارة البطن، وهي الأكل من الحلال والعفة.

                                                                                                                                                                                                                              السادس: طهارة البدن، وهي ترك الشهوات.

                                                                                                                                                                                                                              السابع: طهارة اليدين، وهي الورع والاجتهاد.

                                                                                                                                                                                                                              الثامن: طهارة المعصية، وهي الحسرة والندامة.

                                                                                                                                                                                                                              التاسع: طهارة اللسان، وهي الذكر والاستغفار.

                                                                                                                                                                                                                              العاشر: طهارة التقصير، وهي خوف سوء الخاتمة نسأل الله تعالى السلامة.

                                                                                                                                                                                                                              وسمي صلى الله عليه وسلم بذلك لأنه المستجمع لجميع أنواع الطهارة، لأن الله تعالى طيب باطنه وظاهره وزكى علانيته وسرائره. وسيأتي في الخصائص القول بطهارة فضلاته صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              «الطبيب »

                                                                                                                                                                                                                              «خا » «عا » فعيل بمعنى فاعل من الطب، وهو علاج الجسم والنفس بما يزيل السقم، أي الذي يبرئ الأسقام ويذهب ببركته الآلام.

                                                                                                                                                                                                                              «الطراز المعلم » :

                                                                                                                                                                                                                              أي العلم المشهور الذي يهتدى به. والطراز في الأصل- بكسر الطاء آخره زاي: علم الثوب، فارسي معرب. وسمي به صلى الله عليه وسلم لتشريف هذه الأمة به، كما يشرف الثوب بالطراز. والمعلم بالبناء للمفعول: المرسوم من العلامة، وهي ما يحصل به امتياز الشيء عن غيره، صفة للطراز.

                                                                                                                                                                                                                              «طس » .

                                                                                                                                                                                                                              «طسم » .

                                                                                                                                                                                                                              ذكرهما «ذ » والنسفي، من أسمائه صلى الله عليه وسلم، وذكرهما جماعة في أسماء الله تعالى، وهذه الأسماء على ضربين: أحدهما: ما لا يتأتى فيه الإعراب نحو كهيعص. والثاني:

                                                                                                                                                                                                                              ما يتأتى فيه الإعراب وهو نوعان: الأول ما كان اسما مفردا كصاد وقاف. فهو محكي لا غير.

                                                                                                                                                                                                                              والثاني: أن يكون أسماء عدة مجموعها بوزن اسم مفرد كحم وطس ويس، فإنها بوزن قابيل وهابيل فيجوز فيه الإعراب والحكاية، وكذلك «طسم » يتأتى أن تفتح نونها وتصير مضمومة إليها فيجعلا اسما واحدا مركبا كـ «دارا بجرد » لأنه مركب من «دارا » اسم الملك «وبجرد » اسم بلد.

                                                                                                                                                                                                                              «طه » :

                                                                                                                                                                                                                              ذكره خلائق في أسمائه صلى الله عليه وسلم وورد في حديث رواه ابن مردويه بسند ضعيف [ ص: 485 ]

                                                                                                                                                                                                                              عن أبي الطفيل رضي الله تعالى عنه. وقيل أراد يا طاهر من العيوب والذنوب أو يا هادي إلى كل خير. ذكره الواسطي.

                                                                                                                                                                                                                              وقيل: إنه من أسماء الله تعالى وقد أشبعت الكلام على هذه الأسماء الواقعة في أوائل السور في كتابي «القول الجامع الوجيز الخادم للقرآن العزيز » .

                                                                                                                                                                                                                              «الطهور » :

                                                                                                                                                                                                                              كصبور: الطاهر في نفسه المطهر لغيره. وسمي بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم سالم من الذنوب خالص من العيوب مطهر لأمته من الأرجاس ومزكيها من الأنجاس.

                                                                                                                                                                                                                              «الطيب »

                                                                                                                                                                                                                              «ع د ح » بوزن سيد: الطاهر أو الزكي. لأنه صلى الله عليه وسلم لا أطيب منه إذ سلم من حيث القلب حين أزيلت منه العلقة، ومن حيث القالب فهو كله طاعة.

                                                                                                                                                                                                                              روى الترمذي في الشمائل عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: ما شممت مسكا قط ولا عطرا كان أطيب من عرقه صلى الله عليه وسلم ولهذا مزيد بيان في باب طيب عرقه وريحه صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                              وورد إطلاق الطيب على الله تعالى في حديث: إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا » رواه مسلم والله تعالى أعلم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية