الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
764 - وحدثنا جعفر الصندلي ، قال : حدثنا زهير ، قال : أخبرنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن خرشة بن الحر ، قال : دخلت على عبد الله بن سلام فانقبض مني ، حتى انتسبت له ، [ ص: 1189 ] فعرفني ، فقال : والله لا أحدث بشيء إلا وهو في كتاب الله - عز وجل - : " إن موسى - عليه السلام - دنا من ربه - عز وجل - حتى سمع صريف الأقلام ، فقال : يا جبريل ، هل ينام ربك ؟ قال جبريل : يا رب ! يسألك هل تنام ؟ قال : يا جبريل ، أعطه قارورتين ، فليمسكهما الليلة ولا ينام ، فأعطاه فنام ، فاصطدمت القارورتان ، فانكسرتا ، فقال : يا رب ! قد انكسرت القارورتان ، فقال : يا جبريل ، إنه لا ينبغي لي أن أنام ، ولو نمت لزالت السماوات والأرض " .

قال محمد بن الحسين - رحمه الله - :

نعوذ بالله ممن لا يؤمن بجميع ما ذكرنا ، وإنما لا يؤمن بما ذكرناه الجهمية ، الذين خالفوا الكتاب والسنة ، وسنة الصحابة - رضي الله عنهم - وخالفوا أئمة المسلمين ، فينبغي لكل مسلم عقل عن الله - عز وجل - أن يحذرهم على دينه .

[ ص: 1190 ]

قال ابن المبارك : " إنا لنستطيع أن نحكي كلام اليهود والنصارى ، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية" .

تم الجزء الثامن من كتاب الشريعة بحمد الله ومنه ، وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي وآله وسلم . يتلوه الجزء التاسع من الكتاب إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية