الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
          القسم السادس : أن يذكر الشارع مع الحكم وصفا مناسبا كقوله - عليه السلام - : " لا يقضي القاضي وهو غضبان " فإنه يشعر بكون الغضب علة مانعة من القضاء لما فيه من تشويش الفكر واضطراب الحال ، وكذلك إذا قال : أكرم العالم وأهن الجاهل ، فإنه يسبق إلى الفهم منه أن العلم علة للإكرام والجهل علة للإهانة ، وذلك لوجهين :

          الأول : ما ألف من عادة الشارع من اعتبار المناسبات دون إلغائها ، فإذا قرن بالحكم في لفظه وصفا مناسبا غلب على الظن اعتباره له .

          الثاني : ما علمنا من حال الشارع أنه لا يرد بالحكم خليا عن الحكمة ; إذ الأحكام إنما شرعت لمصالح العبيد وليس ذلك بطريق الوجوب إلى جري العادة المألوفة من شرع الأحكام [1] فإذا ذكر مع الحكم وصفا مناسبا غلب [ ص: 261 ] على الظن أنه علة له إلا أن يدل الدليل على أنه لم يرد به ما هو الظاهر منه فيجوز تركه .

          وذلك كما في قوله : ( لا يقضي القاضي وهو غضبان ) فإنه وإن دل بظاهره على أن مطلق الغضب علة فجواز القضاء مع الغضب اليسير يدل على أن مطلق الغضب ليس بعلة ، بل الغضب المانع من استيفاء النظر .

          وإذا عرفت أقسام الوصف المومأ إليه ترتب عليه النظر في مسألتين .

          التالي السابق


          الخدمات العلمية