الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر فوائد تتعلق بغزوة حنين وما اتصل بها

حنين بن قانية بن مهلائيل هو الذي ينسب إليه الموضع. وهي غزوة حنين وهوازن وأوطاس، سميت بأوطاس باسم الموضع الذي كانت فيه الوقعة أخيرا حيث اجتمع فلهم، وتوجه إليهم أبو عامر الأشعري كما سبق.

والوطيس: التنور، وفي هذه الغزوة قال عليه الصلاة والسلام: "الآن حمي الوطيس". حين استعرت الحرب، وهي من الكلم التي لم يسبق إليها صلى الله عليه وسلم، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام في غير هذه الوقعة: "يا خيل الله اركبي".

وقوله: "فأنقض به" أي صوت بلسانه في فيه، من النقيض وهو الصوت.

وقوله: "راعي ضأن" يجهله بذلك.

وفرار من كان معه عليه الصلاة والسلام يوم حنين، قد أعقبه رجوعهم إليه سرعة، وقتالهم معه حتى كان الفتح، ففي ذلك نزلت: ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا ) إلى قوله: ( والله غفور رحيم ) كما قال فيمن تولى يوم أحد ( ولقد عفا الله عنهم ) وإن اختلف الحال في الواقعتين.

ويوم حنين قال عليه الصلاة والسلام: "من قتل قتيلا فله سلبه" فصار حكما مستمرا، وقتل أبو طلحة يومئذ عشرين وأخذ أسلابهم، وفي هذه المسألة خلاف بين العلماء ليس هذا موضع ذكره.

وفي خبر جبير بن مطعم عن رؤيته الملائكة: رأيت مثل البجاد من النمل - والبجاد: الكساء - وقد قال غيره يومئذ: رأيت رجالا بيضا على خيل بلق، فكانت الملائكة.

[ ص: 268 ] والبغلة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ: هي المسماة "فضة" التي أهداها له فروة بن نفاثة.

والمجدل: القصر، وهو في هذا البيت اسم علم لمكان.

ومطلاء، يمد ويقصر، وهي أرض تعقل الرجل عن المشي.

وخذروف السحاب: أراد به البرق الذي في السحاب.


وكانع: حاضر نازل.

والضحاك بن سفيان: كانت بيده راية سليم يوم حنين. قال البرقي: ليس هو الضحاك بن سفيان الكلابي، إنما هو الضحاك بن سفيان السلمي. وفي رواية غير البكائي ، عن ابن إسحاق رفع نسبه إلى بهتة بن سليم، لم يذكر أبو عمر: السلمي.

وقوله: نذود أخانا.. البيت: يريد أنه من سليم، وسليم من قيس، كما أن هوازن من قيس، كلاهما ابن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس. ومعناه: نقاتل إخوتنا ونذودهم عن إخوتنا من سليم، ولو نرى في حكم الدين مصالا: مفعلا، من الصولة لكنا مع الأقربين يريد هوازن.

والحماطة: من ورق الشجر ما فيه خشونة.

والعائر: كالشيء ينخس في العين لأنه يعورها.

والسهر: الرجل، لأنه لما لم يفتر عنه، فكأنه سهر ولم ينم.

والصمان والحفر: موضعان.

وقوله لا يغرسون فسيل النخل: يعني أهل المدينة، يعيرهم بذلك.

والمقربة: الخيل التي قربت مرابطها.

والأخطار: جمع خطر، وهو القطيع الضخم من الإبل.

والعكر: ما فوق خمسمائة من الإبل.

وضاحية كل شيء: نواحيه البارزة. والظاهرة من الأرض: ما غلظ منها.

[ ص: 269 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية