الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وذكر ابن عقبة أيضا: معتب بن عبيد فيهم، وذكر أن الذي قيل له: أتحب أن محمدا مكانك؟ هو: خبيب بن عدي، حين رفع على الخشبة، فقال: لا والله، فضحكوا منه، قال: وقال خبيب: اللهم إني لا أجد إلى رسولك رسولا غيرك، فأبلغه مني السلام، وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو جالس في ذلك اليوم الذي قتلا فيه: "وعليكما" أو "عليك السلام، خبيب قتلته قريش، ولا يدرون أذكر زيد بن الدثنة معه أم لا".

وزعموا أنهم رموا زيد بن الدثنة بالنبل، وأرادوا فتنته، فلم يزدد إلا إيمانا وتثبيتا، وزعموا أن عمرو بن أمية الضمري دفن خبيبا.

قال أبو عمر: وروى عمرو بن أمية الضمري، قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خبيب بن عدي لأنزله من الخشبة، فصعدت خشبته ليلا، فقطعت عنه، وألقيته، فسمعت وجبة خلفي، فالتفت فلم أر شيئا.

وقال ابن عقبة، واشترك في ابتياع خبيب كما زعموا: أبو إهاب بن عزيز ، وعكرمة بن أبي جهل ، والأخنس بن شريق ، وعبيدة بن حكيم بن الأوقص ، وأمية بن أبي [ ص: 66 ] عتبة، وبنو الحضرمي، وصفوان بن أمية بن خلف، وهم أبناء من قتل من المشركين يوم بدر، ودفعوه إلى عقبة بن الحارث، فسجنه في داره - الحديث.

وكان فيما أنزل الله تعالى في المنافقين الذين كانوا يلمزونهم وفيهم من القرآن: ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ) إلى أن ذكرهم فقال: ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) .

ومما قاله حسان يهجو هذيلا:


لعمري لقد شانت هذيل بن مدرك أحاديث كانت في خبيب وعاصم     أحاديث لحيان صلوا بقبيحها
ولحيان ركابون شر الجرائم     هم غدروا يوم الرجيع وأسلمت
أمانتهم ذا عفة ومكارم     قبيلة ليس الوفاء بهمهم
وإن ظلموا لم يدفعوا كف ظالم     إذا الناس حلوا بالفضاء رأيتهم
بمجرى مسيل الماء بين المخارم     محلهم دار البوار ورأيهم
إذا نابهم أمر كرأي البهائم

الدبر: ذكر النحل. [ ص: 67 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية