الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أخبرنا أبو عبد الله بن أبي الفتح المقدسي سماعا بالزعيزعية بمرج دمشق، قال: أنبأنا أبو الفخر أسعد بن سعيد بن روح الصالحاني وأم حبيبة عائشة بنت الحافظ أبي أحمد معمر بن الفاخر الأصبهانيان إجازة منهما، قالا: أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوزدانية، قال الأول سماعا، وقالت الثانية حضورا، قالت: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة، أنبأنا أبو القاسم الطبراني ، حدثنا عبيد الله بن رماحس القيسي برمادة الرملة سنة أربع وسبعين ومائتين، حدثنا أبو عمرو زياد بن طارق - وكان قد أتت عليه مائة وعشرون سنة - قال: سمعت أبا جرول زهير بن صرد الجشمي يقول: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين يوم هوازن، وذهب يفرق السبي والشاء، أتيته فأنشأت أقول هذا الشعر:


امنن علينا رسول الله في كرم فإنك المرء نرجوه وننتظر     امنن على بيضة قد عاقها قدر
مشتت شملها في دهرها غير     أبقت لنا الدهر هتافا على حزن
على قلوبهم الغماء والغمر     إن لم تداركهم نعماء تنشرها
يا أرجح الناس حلما حين يختبر     امنن على نسوة قد كنت ترضعها
إذ فوك تملأها من محضها الدرر     إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها
وإذ يزينك ما تأتي وما تذر [ ص: 264 ]     لا تجعلنا كمن شالت نعامته
واستبق منا فإنا معشر زهر     إنا لنشكر للنعماء إذ كفرت
وعندنا بعد هذا اليوم مدخر     فألبس العفو من قد كنت ترضعه
من أمهاتك إن العفو مشتهر     يا خير من مرحت كمت الجياد به
عند الهياج إذا ما استوقد الشرر     إنا نؤمل عفوا منك تلبسه
هذي البرية إذ تعفو وتنتصر     فاعف عفا الله عما أنت راهبه
يوم القيامة إذ يهدى لك الظفر

قال: فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم هذا الشعر قال: "ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم". وقالت قريش: ما كان لنا فهو لله ولرسوله. وقالت الأنصار: ما كان لنا فهو لله ولرسوله.


قال الطبراني: لا يروى عن زهير بن صرد بهذا التمام إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبيد الله بن رماحس.

التالي السابق


الخدمات العلمية