الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وفد بني محارب

وقدم على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، عام حجة الوداع ، وفد بني محارب ، وهم كانوا أغلظ العرب وأفظه على رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في تلك المواسم ، أيام عرضه نفسه على القبائل يدعوهم إلى الله ، فجاء رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، منهم عشرة نائبين عمن وراءهم من قومهم ، فأسلموا ، وكان بلال يأتيهم بغداء وعشاء ، إلى أن جلسوا مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يوما من الظهر إلى العصر ، فعرف رجلا منهم ، فأمده النظر ، فلما رآه المحاربي يديم النظر إليه ، قال : كأنك يا رسول الله توهمني ؟ قال : "لقد رأيتك" ، فقال المحاربي : إي والله ، لقد رأيتني وكلمتني وكلمتك بأقبح الكلام ، ورددتك بأقبح الرد بعكاظ وأنت تطوف على الناس ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "نعم" ، ثم قال المحاربي : يا رسول الله ما كان في أصحابي أشد عليك يومئذ ولا أبعد عن الإسلام مني ، فأحمد الله الذي أبقاني حتى صدقت بك ، ولقد مات أولئك النفر الذين كانوا معي على دينهم ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "إن هذه القلوب بيد الله ، عز وجل" ، فقال المحاربي : يا رسول الله ، استغفر لي من مراجعتي إياك ، فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "إن الإسلام يجب ما كان قبله من الكفر" . ثم انصرفوا إلى أهليهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية