ذكر فوائد تتعلق بهذا الحديث
قال القاضي أبو الفضل عياض بن موسى اليحصبي ، رحمه الله ، بعد إيراده حديث هند بن أبي هالة هذا : فصل في تفسير غريب هذا الحديث ومشكله :
* وهو مثل قوله في الحديث الآخر : ليس [ ص: 428 ] بالطويل الممغط . قوله : المشذب ، أي : البائن الطول في نحافة ،
* والشعر الرجل : الذي كأنه مشط ، فتكسر قليلا ، ليس بسبط ولا جعد .
* أراد إن انفرقت من ذات نفسها فرقها ، وإلا تركها معقوصة ، ويروى عقيصته . والعقيقة : شعر الرأس ،
* وأزهر اللون : نيره ، وقيل : أزهر : حسن ، ومنه : زهرة الحياة الدنيا ، أي : زينتها ، وهذا كما قال في الحديث الآخر : ليس بالأبيض الأمهق ، ولا بالآدم . والأمهق : هو الناصع البياض ، والآدم : الأسمر اللون ، ومثله في الحديث الآخر : أبيض مشرب : أي فيه حمرة .
* والحاجب الأزج : المقوس الطويل ، الوافر الشعر .
* والأقنى : السائل الأنف المرتفع وسطه ، والأشم : الطويل قصبة الأنف .
والقرن : اتصال شعر الحاجبين ، وضده البلج ، ووقع في حديث وصفه بالقرن . أم معبد
* وفي الحديث الآخر : أشكل العين ، وأسجر العين ، وهو الذي في بياضه حمرة . والأدعج : الشديد سواد الحدقة ،
* والشنب : رونق الأسنان وماؤها ، وقيل : رقتها وتحزيز فيها ، كما يوجد في أسنان الشباب .
* والفلج : فرق بين الثنايا .
* ودقيق المسربة : خيط الشعر الذي بين الصدر والسرة .
* بادن : ذو لحم متماسك ، معتدل الخلق ، يمسك بعضه بعضا ، مثل قوله في الحديث الآخر : لم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم ، أي ليس بمسترخي اللحم ، والمكلثم : القصير الذقن . [ ص: 429 ]
* وسواء البطن والصدر : أي مستويهما . ومشيح الصدر : إن صحت هذه اللفظة فيكون من الإقبال ، وهو أحد معاني أشاح ، أي أنه كان بادي الصدر ، ولم يكن في صدره قعس ، وهو تطامن فيه ، وبه يتضح قوله قبل : سواء البطن والصدر ، أي : ليس بمتقاعس الصدر ولا مفاض البطن ، ولعل اللفظ مسيح بالسين المهملة ، وفتح الميم : بمعنى عريض ، كما وقع في الرواية الأخرى . وحكاه ابن دريد .
* والكراديس : رؤوس العظام ، وهو مثل قوله في الحديث الآخر : جليل المشاش والكتد ، والمشاش : رؤوس المناكب ، والكتد : مجتمع الكتفين .
* وشثن الكفين والقدمين : لحيمهما .
* والزندان : عظما الذراعين .
* وسائل الأطراف ، أي : طويل الأصابع . وذكر ابن الأنباري أنه روي : ساين - بالنون - وهما بمعنى ، تبدل اللام من النون إن صحت الرواية بها . وأما الرواية الأخرى : وسائر الأطراف ، فإشارة إلى فخامة جوارحه ، كما وقعت مفصلة في الحديث .
* ورحب الراحة : أي : واسعها ، وقيل : كنى به عن سعة العطاء والجود .
* خمصان الأخمصين : أي متجافي أخمص القدم . وهو الموضوع الذي لا تناله الأرض من وسط القدم .
* ومسيح القدمين : أي أملسهما ، ولهذا قال : ينبو عنهما الماء ، وفي حديث خلاف هذا ، قال فيه : أبي هريرة إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها ، ليس له أخمص ، وهذا يوافق معنى قوله : مسيح القدمين ، وبه قالوا : سمي المسيح ابن مريم ، أي لم يكن له أخمص .
وقال السهيلي في المسيح ابن مريم : فعيل بمعنى فاعل ، لأنه كان يؤتى بذوي العاهات فيمسح على مواضعها فتزول ، والمسيح الدجال : بمعنى مفعول ، أي ممسوح العين ، كما جاء في الحديث .
رجع إلى الأول ، وقيل : مسيح ، لا لحم عليهما ، وهذا أيضا يخالف قوله : شثن القدمين .
* والتقلع : رفع الرجل بقوة .
والتكفؤ : الميل إلى سنن المشي وقصده . [ ص: 430 ]
* والهون : الرفق والوقار .
* أي أن مشيه كان يرفع فيه رجليه بسرعة ، ويمد خطوه خلاف مشية المختال ، ويقصد سمته ، وكل ذلك برفق ، وتثبت دون عجلة ، كما قال : كأنما ينحط من صبب . والذريع : الواسع الخطو
* وقوله : يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ، أي لسعة فمه ، والعرب تتمادح بهذا ، وتذم بصغر الفم .
* وأشاح : مال وانقبض .
* وحب الغمام : البرد .
* وقوله : فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، أي جعل من جزء نفسه ما يوصل الخاصة إليه ، فتوصل عنه العامة ، وقيل : يجعل منه للخاصة ، ثم يبذلها في جزء آخر للعامة .
* ويدخلون روادا ، أي محتاجين إليه .
* ولا ينصرفون إلا عن ذواق ، قيل : عن علم يتعلمونه ، ويشبه أن يكون على ظاهره ، أي في الغالب والأكثر .
* والعتاد : العدة ، والشيء الحاضر المعد .
* والمؤازرة : المعاونة .
* وقوله : لا يوطن المواطن ، أي : لا يتخذ لمصلاه موضعا معلوما ، وقد ورد نهيه عن هذا مفسرا في غير هذا الحديث .
* وصابره ، أي : حبس نفسه على ما يريد صاحبه .
* ولا تؤبن فيه الحرم ، أي : لا يذكرن بسوء . ولا تنثى فلتاته ، أي : لا يتحدث بها ، أي : لم تكن فيه فلتة .
* ويرفدون : يعينون .
* والسخاب : الكثير الصياح . [ ص: 431 ]
* وقوله : ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، قيل : مقتصد في ثنائه ومدحه ، وقيل : إلا من مسلم ، وقيل : إلا من مكافئ على يد سبقت من النبي صلى الله عليه وسلم .
* ويستفزه : يستخفه .
* وفي حديث آخر في وصفه : منهوس العقب ، أي : قليل لحمها .
* وأهدب الأشفار ، أي : طويل شعرها .
*** [ ص: 432 ]