باب الشين والميم وما يثلثهما
( شمت ) الشين والميم والتاء أصل صحيح ، ويشذ عنه بعض ما فيه إشكال وغموض . فالأصل فرح عدو ببلية تصيب من يعاديه . يقال : شمت به يشمت شماتة ، وأشمته الله عز وجل بعدوه . وفي كتاب الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150فلا تشمت بي الأعداء ، . ويقال بات فلان بليلة الشوامت ، أي بليلة سوء تشمت به الشوامت . قال :
فارتاع من صوت كلاب فبات له طوع الشوامت من خوف ومن صرد
[ ص: 211 ] ويقال : رجع القوم شماتى أو شماتا من متوجههم ، إذا رجعوا خائبين . قال
ساعدة في شعره .
والذي ذكرت أن فيه غموضا واشتباها فقولهم في تشميت العاطس ، وهو أن يقال عند عطاسه : يرحمك الله . وفي الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=965102أن رجلين عطسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر ، فقيل له في ذلك ، فقال : إن هذا حمد الله عز وجل وإن الآخر لم يحمد الله عز وجل . قال
الخليل : تشميت العاطس دعاء له ، وكل داع لأحد بخير فهو مشمت له . هذا أكثر ما بلغنا في هذه الكلمة ، وهو عندي من الشيء الذي خفي علمه ، ولعله كان يعلم قديما ثم ذهب بذهاب أهله .
وكلمة أخرى ، وهو تسميتهم قوائم الدابة : شوامت . قال
الخليل : هو اسم لها . قال
أبو عمرو : يقال : لا ترك الله له شامتة : أي قائمة . وهذا أيضا من المشكل ; لأنه لا قياس يقتضي أن تسمى قائمة ذي القوائم شامتة . والله أعلم .
بَابُ الشِّينِ وَالْمِيمِ وَمَا يَثْلُثُهُمَا
( شَمِتَ ) الشِّينُ وَالْمِيمُ وَالتَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ ، وَيَشِذُّ عَنْهُ بَعْضُ مَا فِيهِ إِشْكَالٌ وَغُمُوضٌ . فَالْأَصْلُ فَرَحُ عَدُوٍّ بِبَلِيَّةٍ تُصِيبُ مَنْ يُعَادِيهِ . يُقَالُ : شَمِتَ بِهِ يَشْمَتُ شَمَاتَةً ، وَأَشْمَتَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَدُوِّهِ . وَفِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=150فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ ، . وَيُقَالُ بَاتَ فُلَانٌ بِلَيْلَةِ الشَّوَامِتِ ، أَيْ بِلَيْلَةِ سَوْءٍ تُشْمِتُ بِهِ الشَّوَامِتَ . قَالَ :
فَارْتَاعَ مِنْ صَوْتِ كَلَّابٍ فَبَاتَ لَهُ طَوْعَ الشَّوَامِتِ مِنْ خَوْفٍ وَمِنْ صَرَدِ
[ ص: 211 ] وَيُقَالُ : رَجَعَ الْقَوْمُ شَمَاتَى أَوْ شِمَاتًا مِنْ مُتَوَجَّهِهِمْ ، إِذَا رَجَعُوا خَائِبِينَ . قَالَ
سَاعِدَةُ فِي شِعْرِهِ .
وَالَّذِي ذَكَرْتُ أَنَّ فِيهِ غُمُوضًا وَاشْتِبَاهًا فَقَوْلُهُمْ فِي تَشْمِيتِ الْعَاطِسِ ، وَهُوَ أَنْ يُقَالَ عِنْدَ عُطَاسِهِ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ . وَفِي الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=965102أَنَّ رَجُلَيْنِ عَطَسَا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَشَمَّتَ أَحَدَهُمَا وَلَمْ يُشَمِّتِ الْآخَرَ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا حَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنَّ الْآخَرَ لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ
الْخَلِيلُ : تَشْمِيتُ الْعَاطِسِ دُعَاءٌ لَهُ ، وَكُلُّ دَاعٍ لِأَحَدٍ بِخَيْرٍ فَهُوَ مُشَمِّتٌ لَهُ . هَذَا أَكْثَرُ مَا بَلَغَنَا فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ ، وَهُوَ عِنْدِي مِنَ الشَّيْءِ الَّذِي خَفِيَ عِلْمُهُ ، وَلَعَلَّهُ كَانَ يُعْلَمُ قَدِيمًا ثُمَّ ذَهَبَ بِذَهَابِ أَهْلِهِ .
وَكَلِمَةٌ أُخْرَى ، وَهُوَ تَسْمِيَتُهُمْ قَوَائِمَ الدَّابَّةِ : شَوَامِتَ . قَالَ
الْخَلِيلُ : هُوَ اسْمٌ لَهَا . قَالَ
أَبُو عَمْرٍو : يُقَالُ : لَا تَرَكَ اللَّهُ لَهُ شَامِتَةً : أَيْ قَائِمَةً . وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْمُشْكِلِ ; لِأَنَّهُ لَا قِيَاسَ يَقْتَضِي أَنْ تُسَمَّى قَائِمَةُ ذِي الْقَوَائِمِ شَامِتَةً . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .