الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ضيف ) الضاد والياء والفاء أصل واحد صحيح ، يدل على ميل الشيء إلى الشيء . يقال : أضفت الشيء إلى الشيء : أملته . وضافت الشمس [ ص: 381 ] تضيف : مالت ; وكذلك تضيفت ، إذا مالت للغروب . وفي الحديث : أنه نهى عن الصلاة إذا تضيفت الشمس للغروب . وقال امرؤ القيس :


                                                          فلما دخلناه أضفنا ظهورنا إلى كل حاري جديد مشطب

                                                          أي أسندنا ظهورنا . ويقال : ضاف السهم عن الهدف يضيف . قال أبو زبيد :


                                                          كل يوم ترميه منها برشق     فمصيب أو ضاف غير بعيد

                                                          والضيف من هذا ، يقال : ضفت الرجل : تعرضت له ليضيفني . وأضفته : أنزلته علي . ويقال : ضيفته مثل أضفته ، إذا أنزلته بك . وفلان يتضيف الناس ، إذا كان يتبعهم ليضيفوه . وهو قول الفرزدق :


                                                          ومن هو يرجو فضله المتضيف

                                                          والضيف يكون واحدا وجمعا . ويقال أيضا : أضياف وضيفان . ويقال لناحية الوادي : ضيف ، وهما ضيفان . وتضايفنا الوادي : أتيناه من ضيفيه . وكذلك تضايف الكلاب [ الصيد ] ، إذا أتوه من جوانبه . قال :

                                                          [ ص: 382 ]

                                                          ريم تضايفه كلاب أخضع

                                                          والمضاف : الذي قد أحيط به في الحرب . قال :


                                                          ويحمي المضاف إذا ما دعا     إذا فر ذو اللمة الفيلم

                                                          وهو من هذا القياس . ويقال : تضيفوه ، إذا اجتمعوا عليه من جوانبه . قال :


                                                          إذا تضيفن عليه انسلا

                                                          فأما قول القائل :


                                                          لقى حملته أمه وهي ضيفة     فجاءت بنز للنزالة أرشما

                                                          فهي الضيفة المعروفة من الضيافة . وقال قوم : ضافت المرأة : حاضت . وهذا ليس بشيء ، ولا مما هو يدل عليه قياس ، ولا وجه للشغل به .

                                                          فأما قولهم أضاف من الشيء ، إذا أشفق منه ، فيجوز أن يكون شاذا عن الأصل الذي ذكرناه ، ويمكن أن يتمحل له بأن يقال : أضاف من الشيء ، إذا أشفق منه ، كأنه صار في الضيف ، وهو الجانب ، أي لم يتوسط إشفاقا . وهو بعيد ، والأولى عندي أن يقال : إنه شاذ . والكلمة مشهورة . قال :


                                                          وكان النكير أن تضيف وتجأرا

                                                          [ ص: 383 ] وقال الهذلي :


                                                          إذا يغزو تضيف

                                                          أي تشفق . قال أبو سعيد : ضاف الهم ، إذا نزل بصاحبه . والقياس أنه إذا نزل به فقد مال نحوه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية