الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( زمع ) الزاء والميم والعين أصل واحد يدل على الدون والقلة والذلة .

                                                          من ذلك الزمع ، وهي التي تكون خلف أظلاف الشاء . وشبه بذلك رذال الناس . فأما قول الشماخ :


                                                          عكرشة زموع



                                                          فالعكرشة الأنثى من الأرانب . والزموع : ذات الزمعات . فهذا هذا الباب .

                                                          وأما قولهم في الزماع ، وأزمع كذا ، فهذا له وجهان : أحدهما أن يكون مقلوبا من عزم ، والوجه الآخر أن تكون الزاء [ مبدلة ] من الجيم ، كأنه من إجماع القوم وإجماع الرأي .

                                                          ومن الباب قولهم للسريع : زميع . وينشدون :

                                                          [ ص: 25 ]

                                                          داع بعاجلة الفراق زميع



                                                          قالوا : والزميع الشجاع الذي يزمع ثم لا ينثني ، والجميع الزمعاء . والمصدر الزماع . قال الكسائي : رجل زميع الرأي ، أي جيده . والأصل فيه ما ذكرته من القلب أو الإبدال .

                                                          وأما الزمع الذي يأخذ الإنسان كالرعدة ، فهو كلام مسموع ، ولا أدري ما صحته ، ولعله أن يكون من الشاذ عن الأصل الذي أصلته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية