الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( سلب ) السين واللام والباء أصل واحد ، وهو أخذ الشيء بخفة واختطاف . يقال سلبته ثوبه سلبا . والسلب : المسلوب . وفي الحديث : من قتل قتيلا فله سلبه . والسليب : المسلوب . والسلوب من النوق : التي يسلب ولدها والجمع سلب . وأسلبت الناقة ، إذا كانت تلك حالها . وأما السلب وهو لحاء الشجر فمن الباب أيضا ; لأنه تقشر عن الشجر ، فكأنما قد سلبته . وقول ابن محكان :


                                                          فنشنش الجلد عنها وهي باركة كما تنشنش كفا قاتل سلبا



                                                          ففيه روايتان : رواه ابن الأعرابي " قاتل " بالقاف . ورواه الأصمعي بالفاء . [ ص: 93 ] وكان يقول : السلب لحاء الشجر ، وبالمدينة سوق السلابين ، فذهب إلى أن الفاتل هو الذي يفتل السلب . فسمعت علي بن إبراهيم القطان يقول : سمعت أبا العباس أحمد بن يحيى ثعلبا يقول : أخطأ ابن الأعرابي ، والصحيح ما قاله الأصمعي .

                                                          ومن الباب تسلبت المرأة ، مثل أحدت . قال قوم : هذا من السلب ، وهي الثياب السود . والذي يقرب هذا من الباب الأول [ أن ] ثيابها مشبهة بالسلب ، الذي هو لحاء الشجر . قال لبيد :


                                                          في السلب السود وفي الأمساح



                                                          وقال بعضهم : الفرق بين الإحداد والتسلب ، أن الإحداد على الزوج والتسلب قد يكون على غير الزوج . فأما قولهم فرس سليب ، فيقال إنه الطويل القوائم . وقال آخرون : هو الخفيف نقل القوائم ; يقال رجل سليب اليدين بالطعن ، وثور سليب القرن بالطعن . وهذا أجود القولين وأقيسهما ; لأنه كأنه يسلب الطعن استلابا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية