الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
802 - " إذا قمت في صلاتك؛ فصل صلاة مودع؛ ولا تكلم بكلام تعتذر منه؛ وأجمع الإياس مما في أيدي الناس " ؛ (حم هـ)؛ عن أبي أيوب ؛ (صح).

التالي السابق


(إذا قمت في صلاتك) ؛ أي: شرعت فيها؛ (فصل صلاة مودع) ؛ أي: إذا شرعت فيها؛ فأقبل على الله وحده؛ ودع غيره؛ لمناجاة ربك؛ (ولا تكلم) ؛ بحذف إحدى التاءين؛ تخفيفا؛ (بكلام تعتذر) ؛ بمثناة فوقية أوله؛ بضبط المصنف؛ (منه) ؛ أي: لا تتكلم بشيء يوجب أن يطلب من غيرك رفع اللوم عنك بسببه؛ (وأجمع) ؛ بقطع الهمزة؛ وجيم ساكنة؛ وميم مكسورة؛ لأنه من " أجمع" ؛ الذي هو متعلق بالمعاني؛ دون الأعيان؛ لا من " جمع" ؛ فإنه مشترك بينهما؛ قال في النهاية: " الإجماع" : إحكام النية والعزيمة؛ (الإياس) ؛ بكسر الهمزة؛ وخفة المثناة تحت؛ (مما في أيدي الناس) ؛ أي: اعزم؛ وصمم على قطع الأمل مما في يد غيرك؛ من جميع الخلق؛ فإنه يريح القلب؛ والبدن؛ وإذا سألت فاسأل الله؛ وإذا استعنت؛ فاستعن بالله؛ قال الراغب : وأكثر ما يقال: " أجمع" ؛ فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكر؛ نحو: فأجمعوا أمركم وشركاءكم ؛ و" الإياس" : القنوط؛ وقطع الأمل.

(تنبيه): من البين أن كلا من الكلام المحوج للعذر؛ والإياس مما في أيدي الناس؛ مأمور به؛ لا بقيد القيام إلى الصلاة.

(حم هـ؛ عن أبي أيوب ) ؛ خالد بن زيد الأنصاري؛ رمز لصحته.



الخدمات العلمية