الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
49 - " أبردوا بالظهر؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم " ؛ (خ هـ) ؛ عن أبي سعيد ؛ (حم ك) ؛ عن صفوان بن مخرمة؛ (ن) ؛ عن أبي موسى ؛ (طب)؛ عن ابن مسعود ؛ (عد) عن جابر ؛ (هـ) عن المغيرة بن شعبة .

التالي السابق


(أبردوا) ؛ بقطع الهمزة؛ وكسر الراء؛ (بالظهر) ؛ وفي رواية للبخاري: " بالصلاة" ؛ أي: بصلاة الظهر؛ كما بينته هذه الرواية؛ أي: أدخلوها في البرد؛ بأن تؤخروها؛ ندبا؛ عن أول وقتها؛ إلى أن يصير للحيطان ظل يمشي فيه قاصد الجماعة من محل بعيد؛ بشرط عدم وجود ظل يمشي فيه؛ وألا يجاوز به نصف الوقت؛ وأن يكون بقطر حار؛ كما يشير إليه قوله: (فإن شدة الحر) ؛ أي: قوته؛ (من) ؛ بعض؛ أو ابتداء (فيح) ؛ بفتح الفاء؛ وسكون المثناة تحت؛ (جهنم) ؛ أي: هيجانها؛ وغليانها؛ وانتشار لهبها؛ فعلم أن " من" ؛ تبعيضية؛ أو ابتدائية؛ وقال بعضهم: جنسية؛ بناء على ما قيل من أن كون شدة الحر من فيح جهنم تشبيه؛ لا حقيقة؛ وحكمته دفع المشقة؛ لسلب الخشوع؛ أو كماله؛ كما في: من حضره طعام يتوق إليه؛ أو يدافعه الخبث؛ والأخبار الآمرة بالتعجيل عامة؛ أو مطلقة؛ والأمر بالإبراد خاص؛ فهو مقدم؛ وزعم أن التعجيل أكثر مشقة؛ فيكون أفضل؛ منع بأن الأفضلية لا تنحصر في الأشق؛ فقد يكون غير الشاق أفضل؛ كالقصر في الصلاة؛ وأما خبر مسلم عن خباب بن الأرت : " شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حر الرمضاء؛ فلم يشكنا" ؛ أي: لم يزل شكوانا؛ فمنسوخ بالنسبة إلى الإبراد؛ أو محمول على أنهم طلبوا تأخيرا زائدا على قدر الإبراد؛ وظاهر الخبر وجوب الإبراد؛ لكن لما قام الإجماع على عدمه حمل على الندب؛ وإنما لم نؤمر بالتأخير لشدة البرد؛ مع أنه أيضا من جهنم؛ لأنه إنما يكون وقت الصبح؛ ولا يزول إلا بطلوع الشمس؛ فيخرج الوقت؛ وخرج بالظهر غيرها؛ حتى الجمعة؛ للأمر بالتبكير إليها؛ وإبراد النبي بها لبيان الجواز؛ والأذان وأمره بالإبراد به حمل على الإقامة؛ بدليل التصريح بها في رواية الترمذي ؛ و" جهنم" ؛ اسم لنار الآخرة؛ عربي؛ لا معرب؛ من " الجهامة" ؛ وهي كراهة المنظر؛ غير منصرف؛ للتعريف والتأنيث.

(خ هـ) ؛ وكذا أحمد ؛ (عن أبي سعيد) ؛ الخدري ؛ (حم ك) ؛ وقال: صحيح؛ وكذا الطبراني ؛ وابن قانع ؛ والضياء ؛ (عن صفوان بن مخرمة) ؛ بفتح الميم؛ وسكون المعجمة؛ وفتح الراء والميم؛ الزهري ؛ وهو أخو المسور ؛ (ن؛ عن أبي موسى) ؛ الأشعري ؛ عبد الله بن قيس؛ أمير زبيد؛ وعدن؛ للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وأمير البصرة؛ والكوفة؛ لعمر ؛ قال الواقدي : كان حليفا لسعيد بن العاص؛ وأسلم بمكة؛ وهاجر الحبشة؛ (طب؛ عن) ؛ أبي [ ص: 77 ] عبد الرحمن ؛ ( ابن مسعود ) ؛ عبد الله ؛ (عد؛ عن جابر) ؛ ابن عبد الله ؛ (هـ)؛ وكذا البيهقي ؛ والطبراني ؛ (عن المغيرة ) ؛ بضم الميم؛ على المشهور؛ وتكسر؛ (ابن شعبة ) ؛ أحد دهاة العرب؛ أسلم عام الخندق؛ ومات سنة خمسين؛ وأحصن في الإسلام ثلاثمائة امرأة؛ وقيل: ألفا؛ قال المؤلف: حديث متواتر؛ رواه بضعة عشر صحابيا.



الخدمات العلمية