الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
211 - " أحب الحديث إلي أصدقه " ؛ (حم خ) عن المسور بن مخرمة ؛ ومروان؛ معا؛ (صح).

التالي السابق


(أحب الحديث إلي) ؛ بتشديد الياء؛ بضبط المؤلف؛ هكذا رأيته بخطه؛ وهي ياء النسبة؛ (أصدقه) ؛ أفعل تفضيل؛ بتقدير " من" ؛ أو بمعنى " فاعل" ؛ و" الصدق" : مطابقة الخبر للواقع؛ و" الكذب" ؛ عدمها؛ وفي رواية: " أحب الحديث إلى الله أصدقه" ؛ وعليها ففيه دلالة على أفضلية القرآن على غيره؛ ومن أصدق من الله حديثا ؛ وهذا قاله حين جاءه وفد هوازن مسلمين؛ فسألوه أن يرد أموالهم؛ وسبيهم إليهم؛ فقال: " معي من ترون؛ وأحب الحديث إلى الله أصدقه؛ فاختاروا إحدى الطائفتين؛ إما السبي؛ وإما المال؛ وكنت استأنيت بكم" ؛ أي: انتظرت؛ وكان انتظرهم بضع عشرة ليلة؛ حين قفل من الطائف؛ فاختاروا السبي؛ فأعطاهم إياه.

(حم خ؛ عن المسور ) ؛ بكسر الميم؛ وسكون المهملة؛ وفتح الواو؛ مخففة؛ وراء مهملة؛ (ابن مخرمة) ؛ بفتح الميمين؛ بينهما معجمة ساكنة؛ ابن نوفل بن أهيب الزهري ؛ صحابي صغير؛ فقيه؛ عالم؛ متدين؛ قتل في فتنة ابن الزبير ؛ أصابه حجر المنجنيق وهو قائم يصلي في الحجر؛ وله عن عمر وخاله عبد الرحمن بن عوف ؛ (ومروان) ؛ ابن الحكم الأموي؛ (معا) ؛ ولد سنة اثنتين؛ أو يوم " أحد" ؛ أو يوم " الخندق" ؛ أو غيرها؛ قال في الكاشف: ولم يصح له سماع؛ وفي " أسد الغابة" ؛ أنه لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه خرج إلى الطائف طفلا؛ لا يعقل؛ لما نفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أباه الحكم؛ بايعه بعض أهل الشام بالخلافة لما مات معاوية بن يزيد؛ فأقام تسعة أشهر؛ ثم هلك.



الخدمات العلمية