الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
259 - " أحسنوا إلى محسن الأنصار؛ واعفوا عن مسيئهم " ؛ (طب)؛ عن سهل بن سعد ؛ وعبد الله بن جعفر ؛ معا؛ (صح).

التالي السابق


(أحسنوا إلى محسن الأنصار) ؛ بالقول والفعل؛ قال ابن الكمال: والإحسان: فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير؛ (واعفوا عن مسيئهم) ؛ ما فرط منه؛ من زلة؛ وحذف المفعول للتعميم؛ وذلك لما لهم من المآثر الحميدة؛ من نصرة الدين؛ وإيواء المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وصحبه؛ وبإيثارهم من الأموال والأنفس؛ وهذا - وإن كان عاما في التجاوز - فما هو إلا على منهاج التكرمة؛ وزيادة المبالغة في العفو؛ وإلا فلا مزية لهم إلا فيما كان من إساءة لا تتعلق بحد حر؛ ولا بحد عبد؛ فهو من قبيل خبر: " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم" ؛ وهذا من جوامع الكلم؛ لأن الحال منحصر في الضر؛ والنفع؛ وفي الشخص المحسن؛ والمسيء؛ وفيه من أنواع البديع الطباق.

(طب؛ عن سهل بن سعد) ؛ الساعدي ؛ (وعبد الله بن جعفر ) ؛ ابن أبي طالب؛ (معا) ؛ قال العباس بن سهل: دخل سهل على الحجاج وهو متكئ؛ فقال له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أحسنوا..." ؛ إلى آخره؛ قال: من يشهد لك؟ قال: هذان عند كتفيك؛ عبد الله بن جعفر ؛ وإبراهيم بن محمد بن حاطب ؛ فقالا: نعم؛ رواه كله الطبراني ؛ قال الهيتمي: وفيه عبد المهيمن بن عياش بن سهل؛ وهو ضعيف؛ انتهى؛ وبه يعرف ما في رمز المصنف لصحته؛ نعم؛ رواه الطبراني بمعناه في ضمن حديث خطب به؛ ولفظه: " أما بعد؛ فإن هذا الحي من الأنصار يقلون؛ ويكثر الناس؛ فمن ولي شيئا من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فاستطاع أن يضر فيه أحدا أو ينفع به أحدا؛ فليقبل من محسنهم؛ وليتجاوز عن مسيئهم" .



الخدمات العلمية