الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
285 - " اختضبوا بالحناء؛ فإنه طيب الريح؛ يسكن الروع " ؛ (ع)؛ والحاكم ؛ في الكنى؛ عن أنس .

التالي السابق


(اختضبوا) ؛ بكسر الهمزة؛ أي: غيروا ألوان شعوركم؛ ندبا؛ (بالحناء) ؛ بكسر الحاء المهملة؛ وشد النون؛ والمد؛ (فإنه طيب الريح) ؛ أي: زكي الرائحة؛ و" الطيب" ؛ ضد " الخبيث" ؛ (يسكن الروع) ؛ بفتح الراء؛ أي: الفزع؛ بخاصية فيه علمها الشارع؛ وزعم أن رؤية الشيب مفزعة؛ والخضاب يستره؛ يرده أن الأمر بالخضاب يعم الأشيب وغيره؛ هذا هو الظاهر في تقرير معنى الحديث؛ فإن قلت: إن ريح الحناء مستكره عند أكثر الناس؛ بشهادة الوجدان؛ ومن ثم جاء في خبر مسلم الآتي في الشمائل أنه كان يكرهه؛ فبين الحديثين تدافع؛ قلت: أما نفرة الطبع السليم من ريحه؛ فضلا عن استلذاذه؛ فإنكاره مكابرة؛ غير أن لك أن تقول: " الطيب" ؛ يجيء بمعنى " الفاضل" ؛ ففي القاموس وغيره: " الطيب" : الأفضل من كل شيء؛ فلا مانع من أن الشارع - صلى الله عليه وسلم - اطلع على أن ريحه ينفع ويزكي بعض الحواس؛ أو الأعضاء الباطنة؛ فلا ينافي ذلك كراهته له؛ لأن الطبع يكره الدواء النافع؛ فتدبره؛ فإنه نافع ؛ ثم رأيت شيخنا الشعراوي - رحمه الله (تعالى) - نقل عن بعضهم أن الضمير يعود إلى تمر الحناء؛ بدليل تذكيره؛ قال: فلا ينافي أنه كان يكره ريحه؛ انتهى؛ وإنما يستقيم أن لو كان نور الحناء يخضب أحمر؛ وإلا فهو ساقط.

(ع؛ والحاكم ؛ في الكنى؛ عن أنس ) ؛ ابن مالك ؛ وفيه الحسن بن دعامة؛ عن عمر بن شريك؛ قال الذهبي في الضعفاء: مجهولان.



الخدمات العلمية