الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
361 - " إذا أحببت رجلا؛ فلا تماره؛ ولا تشاره؛ ولا تسأل عنه أحدا؛ فعسى أن توافي له عدوا فيخبرك بما ليس فيه؛ فيفرق ما بينك وبينه " ؛ (حل)؛ عن معاذ ؛ (ض).

التالي السابق


(إذا أحببت رجلا) ؛ لا تعرفه؛ ولم يظهر منه ما تكره؛ (فلا تماره) ؛ أي: لا تجادله؛ ولا تنازعه؛ (ولا تشاره) ؛ روي بالتشديد؛ من " المشارة" ؛ وهي المضادة؛ " مفاعلة" ؛ من " الشر" ؛ أي: لا تفعل معه شرا تحوجه إلى فعل مثله معك؛ وروي مخففا؛ من البيع والشراء؛ أي: لا تعامله؛ ذكره الديلمي ؛ (ولا تسأل عنه أحدا) ؛ حيث لم يظهر لك منه ما تكره؛ (فعسى) ؛ أي: ربما؛ (أن توافي له) ؛ أي: تصادف؛ وتلاقي؛ يقال: " وافيته موافاة" ؛ أتيته؛ (عدوا) ؛ أو حاسدا؛ (فيخبرك بما ليس فيه) ؛ مما يذم؛ (فيفرق بينك وبينه) ؛ لأن هذا شأن العدو؛ وقد قال - سبحانه وتعالى -: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ؛ وهذا أمر إرشادي؛ يقضي الطبع السليم؛ والذكاء بحسنه؛ ولو لم يسأل عنه فأخبره إنسان عنه بشيء مكروه؛ فينبغي ألا يبادر بمفارقته؛ بل يتثبت؛ ويفحص؛ فربما كان المخبر عدوا.

(حل؛ عن معاذ ) ؛ ابن جبل؛ وفيه معاوية بن صالح ؛ أورده الذهبي في الضعفاء؛ وقال: ثقة؛ وقال أبو حاتم : لا يحتج به.



الخدمات العلمية