الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
475 - " إذا أكفر الرجل أخاه؛ فقد باء بها أحدهما " ؛ (م)؛ عن ابن عمر ؛ (صح).

التالي السابق


(إذا أكفر الرجل أخاه) ؛ أي: نسبه إلى الكفر؛ بأن قال: " أنت كافر" ؛ أو " يا كافر" ؛ أو قال عنه: " فلان كافر" ؛ وذكر الرجل وصف طردي؛ (فقد باء) ؛ بالمد؛ أي: رجع؛ (بها) ؛ أي: بالمعصية المذكورة حكما؛ يعني رجع (أحدهما) ؛ بمعصية إكفاره؛ على حد: وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ؛ فالمراد خصمه؛ لكن تلطف في القول؛ كذا قرره بعض الأعاظم؛ ومنه أخذ جمع قولهم الراجح: التكفير؛ لا الكفر؛ وهو أوجه من تأويله بالمستحيل؛ أو بأنه يؤول إليه؛ لكون المعاصي بريد الكفر؛ قال بعضهم: والجزم في هذا الخبر بأنه لا بد أن يبوء بها أحدهما؛ بينه قوله في الحديث الآتي: " إن كان كما قال؛ وإلا رجعت عليه" ؛ ومن ثم كانت هذه الرواية في قوة قضية منفصلة؛ أقيم البرهان على صدقها؛ بخلاف تلك؛ إذ معناه: كل مكفر أخاه فدائما إما أن يكفر القائل؛ أو المقول له؛ وبرهن على صدق ذلك بأنه إن كان كما قال؛ وإلا كفر القائل؛ أي: بالمعنى المقرر؛ كما يأتي.

(م عن ابن عمر بن الخطاب ) - رضي الله عنهما.



الخدمات العلمية