1492 1493 1494 1495 1496 1497 1498 ص: وأما علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فروي عنه في ذلك ما قد حدثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال: ثنا سعيد بن منصور، قال: ثنا هشيم ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن ، عن علي - رضي الله عنه -: " أنه كان يقنت في صلاة الصبح قبل الركوع". .
حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث وأبو داود، قالا: ثنا شعبة (ح).
وحدثنا حسين بن نصر، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان ، كلاهما عن أبي حصين ، عن عبد الله بن معقل -في حديث سفيان- قال: "كان علي وأبو موسى - رضي الله عنهما - يقنتان في صلاة الغداة -وفي حديث شعبة- فقنت بنا علي وأبو موسى".
حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا شعبة، : عن عبيد بن حسن، قال: سمعت ابن معقل يقول: "صليت خلف علي - رضي الله عنه - الصبح فقنت".
فقد يجوز أن يكون علي - رضي الله عنه - كان يرى القنوت في صلاة الصبح في سائر الدهر، ويجوز أن يكون فعل ذلك في وقت خاص للمعنى الذي كان عمر - رضي الله عنه - فعله من أجله، فنظرنا في ذلك فإذا روح بن الفرج قد حدثنا، قال: ثنا يوسف بن عدي، قال: ثنا أبو الأحوص ، عن مغيرة ، عن إبراهيم قال: "كان عبد الله لا يقنت في الفجر، وأول من قنت فيها علي - رضي الله عنه -، وكانوا يرون أنه إنما فعل ذلك; لأنه كان محاربا".
حدثنا فهد، قال: ثنا محرز بن هشام، قال: ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم قال: "إنما كان علي يقنت ها هنا; لأنه كان محاربا، . فكان يدعو على أعدائه في القنوت [ ص: 377 ] في الفجر والمغرب. فثبت بما ذكرنا أن مذهب علي - رضي الله عنه - في القنوت هو مذهب عمر - رضي الله عنه - الذي وصفنا، ولم يكن علي - رضي الله عنه - يقصد بذلك إلى الفجر خاصة; لأنه قد كان يفعل ذلك في المغرب، فيما ذكر إبراهيم - رضي الله عنه -.
حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود ، عن شعبة، قال: حدثني حصين بن عبد الرحمن، قال: سمعت عبد الرحمن بن معقل يقول: " صليت خلف علي - رضي الله عنه - المغرب فقنت ودعا". .
فكل قد أجمع أن المغرب لا يقنت فيها إذا لم تكن حرب، وأن عليا - رضي الله عنه - إنما قنت فيها من أجل الحرب، فقنوته في الفجر أيضا عندنا كذلك.


