1520 1521 1522 1523 1524 1525 1526 1527 ص: فهذا حكم تصحيح معاني الآثار في ذلك، وأما وجه ذلك من طريق النظر: فإنا قد رأينا الأعضاء التي قد أمر بالسجود عليها هي سبعة أعضاء، بذلك جاءت الآثار عن رسول الله - عليه السلام -. فما روي عنه في ذلك:
ما قد حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا إبراهيم بن أبي الوزير، قال: ثنا عبد الله بن جعفر ، عن إسماعيل بن محمد ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه قال: قال النبي - عليه السلام -: "أمر العبد أن يسجد على سبعة آراب: وجهه وكفيه وركبتيه وقدميه، أيها لم تقع فقد انتقض".
[ ص: 404 ] حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا عبد الله بن جعفر ، عن إسماعيل ، عن عامر ، عن أبيه قال: قال النبي - عليه السلام -: " إذا سجد العبد سجد على سبعة آراب ... " ثم ذكر مثله.
حدثنا محمد بن خزيمة وفهد ، قالا: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث بن سعد (ح).
وحدثنا يونس، قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثني الليث، قال: ثنا ابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن عباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله - عليه السلام - يقول: " إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: : وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه". .
حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عامر العقدي، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن يزيد بن الهاد ... فذكر بإسناد مثله.
حدثنا يونس، قال: ثنا سفيان ، عن عمرو ، عن طاوس ، عن ابن عباس: " أمر النبي - عليه السلام - أن يسجد على سبعة أعظم". .
حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا محمد بن المنهال، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا روح بن القاسم ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس مثله.
قال أبو جعفر -رحمه الله-: فكانت هذه الأعضاء هي التي عليها السجود، فنظرنا في ذلك كيف حكم ما اتفق عليه منها لنعلم به كيف حكم ما اختلفوا فيه منها؟ فرأينا الرجل إذا سجد يبدأ بوضع أحد هذين إما ركبتاه وإما يداه، ثم رأسه بعدهما، ورأيناه إذا رفع بدأ برأسه فكان الرأس مقدما في الرفع مؤخرا في الوضع، ثم يثني بعد رفع رأسه برفع يديه، ثم ركبتيه، هذا اتفاق منهم جميعا، فكان النظر على ما وصفنا في حكم الرأس إذ كان مؤخرا في الوضع لما كان مقدما في الرفع، أن تكون اليدان كذلك لما كانتا مقدمتين على الركبتين في الرفع، أن تكونا مؤخرتين عنهما في [ ص: 405 ] الوضع، فثبت بذلك ما روي عن وائل; فهذا هو النظر، وبه نأخذ، وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ، ومحمد رحمهم الله.


