وقال تعالى : الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار  عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال   [الرعد : 8-9] عما يقوله المشركون . 
فيه بيان إحاطته سبحانه بالعلم ، وعلمه بالغيب  ، وهذا يرشد إلى نفيه عن الغير .  [ ص: 427 ] 
وقال تعالى : ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم   [إبراهيم : 9] ؛ أي : لا يحصي عددهم ومقاديرهم ، ولا يحيط بهم علما إلا الله   . وعدم العلم من غير الله يعم ما هو راجع إلى صفاتهم وأحوالهم ، وأخلاقهم ومدد أعمارهم ، وإلى ما هو راجع إلى ذواتهم . 
أي : لا يعلم ذلك كله إلا الله سبحانه ؛ لأنه هو المستأثر بذلك، ولا يشاركه أحد في علم ما هنالك . 
قال  ابن مسعود  في هذه الآية : كذب النسابون ، وعن عمرو بن ميمون  مثله . 
وعن أبي مجلز  ، قال: قال رجل  لعلي   -كرم الله وجهه - : أنا أنسب الناس . 
قال : إنك لا تنسب الناس . فقال : بلى ، فقال له  علي   : أرأيت قوله : وعادا وثمود وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا   [الفرقان : ]38 ؟ قال: أنا أنسب ذلك الكثير . قال: أرأيت قوله : والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله  ، فسكت . 
وقال تعالى : ولله غيب السماوات والأرض   [النحل : 77] قال في «فتح البيان » : أي : يختص ذلك به ، لا يشاركه فيه غيره ، ولا يستقل به . 
وما أمر الساعة إلا كلمح البصر  ؛ أي : كرجع طرف من أعلى الحدقة إلى أسفلها أو هو أقرب  منه بأن يكون في زمان نصف تلك الحركة . 
والساعة المذكورة هي التي أعظم ما وقعت فيه المباراة من الغيوب المختصة به سبحانه ، وهو إماتة الأحياء ، وإحياء الأموات من الأولين والآخرين ، وتبديل صور الإمكان أجمعين . 
				
						
						
