جماع أبواب سيرته- صلى الله عليه وسلم- في صلاة الكسوف
الباب الأول في آداب متفرقة
روى البيهقي ، عن أبي مسعود الأنصاري- رضي الله عنه- قال : انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم ابن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال الناس : انكسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ، ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ، وإلى الصلاة» .
وروى البخاري ، والبيهقي ، عن عبد الله بن عمر- رضي الله تعالى عنهما- قال :
انكسفت الشمس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فبعث مناديا ينادي الصلاة جامعة وذكر الحديث .
وروى البخاري ، والبيهقي ، عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قال : «خسفت الشمس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فبعث مناديا ينادي : الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس . فصلى بهم أربع ركعات ، في ركعتين ، بأربع سجدات» .
وروى مسلم ، عن أسماء بنت أبي بكر- رضي الله تعالى عنهما- قالت : فزع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يوم كسفت الشمس ، فأخذ درعا ، حتى أدرك بردائه . الحديث» .
وروى مسلم ، عن أبي موسى الأشعري- رضي الله تعالى عنه- قال : «خسفت الشمس فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فزعا يخشى أن تكون الساعة ، فأتى المسجد . الحديث» .
وروى الإمام أحمد ، والبيهقي ، والنسائي وأبو داود ، عن النعمان بن بشير- رضي الله تعالى عنه- قال : «انكسفت الشمس على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فخرج يجر ثوبه فزعا ، حتى أتى المسجد ، فلم يزل يصلي حتى انجلت الشمس ، فلما انجلت قال : «إن ناسا من أهل [ ص: 329 ] الجاهلية يزعمون أن الشمس والقمر لا ينكسفان إلا لموت عظيم من العظماء» وفي رواية :
«لموت عظيم من عظماء أهل الأرض وليس كذلك ، إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ، ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله» ، وفي لفظ : خلقان من خلق الله- عز وجل- فإذا تجلى الله عز وجل لشيء من خلقه ، خشع له ، فإذا رأيتم ذلك فصلوا كأحدث صلاة صليتموها من المكتوبة» .
والله تعالى أعلم . [ ص: 330 ]


