فصل :
وأما القسم الثاني : وهو
nindex.php?page=treesubj&link=25589حكم تعلم السحر : وتعلمه محرم محظور : لأن تعلمه داع إلى فعله والعمل به ، وما دعا إلى المحظور كان محظورا ، وقد روي عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
ليس منا من سحر أو سحر له ، وليس منا من تكهن أو تكهن له ، وليس منا من تطير أو تطير له . فإن تعلمه لم يكفر به .
وقال
أبو حنيفة يكفر بتعلمه : لقول الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وهذا مذهب ، يفسد من وجهين :
أحدهما : أن الإيمان والكفر مختص بالاعتقاد ، وتعلم السحر ليس باعتقاد ، فلم يطلق عليه الكفر .
والثاني : أن
nindex.php?page=treesubj&link=25589تعلم الكفر أغلظ من تعلم السحر ، وهو لا يكفر بتعلم الكفر ، فأولى أن لا يكفر بتعلم السحر ، فأما الآية فهي واردة في معلم السحر دون متعلمه ، وفرق ما بين المعلم والمتعلم : لأن المعلم مثبت والمتعلم متخير ، كما وقع الفرق بين معلم الكفر ومتعلمه ، وعلى أن الشياطين كانوا كفرة بغير السحر . والله أعلم .
فَصْلٌ :
وَأَمَّا الْقِسْمُ الثَّانِي : وَهُوَ
nindex.php?page=treesubj&link=25589حُكْمُ تَعَلُّمِ السِّحْرِ : وَتَعَلُّمُهُ مُحَرَّمٌ مَحْظُورٌ : لِأَنَّ تَعَلُّمَهُ دَاعٍ إِلَى فِعْلِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ ، وَمَا دَعَا إِلَى الْمَحْظُورِ كَانَ مَحْظُورًا ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَحَرَ أَوْ سُحِرَ لَهُ ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ تَكَهَّنَ أَوْ تُكُهِّنَ لَهُ ، وَلَيْسَ مِنَّا مَنْ تَطَيَّرَ أَوْ تُطُيِّرَ لَهُ . فَإِنْ تَعَلَّمَهُ لَمْ يَكْفُرْ بِهِ .
وَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ يَكْفُرُ بِتَعَلُّمِهِ : لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَهَذَا مَذْهَبٌ ، يَفْسُدُ مِنْ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : أَنَّ الْإِيمَانَ وَالْكُفْرَ مُخْتَصٌّ بِالِاعْتِقَادِ ، وَتَعَلُّمُ السِّحْرِ لَيْسَ بِاعْتِقَادٍ ، فَلَمْ يُطْلَقْ عَلَيْهِ الْكُفْرُ .
وَالثَّانِي : أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=25589تَعَلُّمَ الْكُفْرِ أَغْلَظُ مِنْ تَعَلُّمِ السِّحْرِ ، وَهُوَ لَا يَكْفُرُ بِتَعَلُّمِ الْكُفْرِ ، فَأَوْلَى أَنْ لَا يَكْفُرَ بِتَعَلُّمِ السِّحْرِ ، فَأَمَّا الْآيَةُ فَهِيَ وَارِدَةٌ فِي مُعَلِّمِ السِّحْرِ دُونَ مُتَعَلِّمِهِ ، وَفَرْقٌ مَا بَيْنَ الْمُعَلِّمِ وَالْمُتَعَلِّمِ : لِأَنَّ الْمُعَلِّمَ مُثْبِتٌ وَالْمُتَعَلِّمَ مُتَخَيِّرٌ ، كَمَا وَقَعَ الْفَرْقُ بَيْنَ مُعَلِّمِ الْكُفْرِ وَمُتَعَلِّمِهِ ، وَعَلَى أَنَّ الشَّيَاطِينَ كَانُوا كَفَرَةً بِغَيْرِ السِّحْرِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .