الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                627 ص: حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: نا الخصيب ، قال: أخبرني يزيد بن إبراهيم ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير: " : أن امرأة من أهل الكوفة استحيضت، ، فكتبت إلى عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن الزبير ، -رضي الله عنهم- تناشدهم الله، وتقول:

                                                [ ص: 324 ] إني امرأة مسلمة أصابني بلاء، وإنما استحضت منذ سنين فما [ترون] ذلك؟ فكان أول من وقع الكتاب في يده ابن الزبير فقال: ما أعلم لها إلا أن تدع قرأها وتغتسل عند كل صلاة وتصلي، فتتابعوا على ذلك".

                                                التالي السابق


                                                ش: الخصيب - بفتح الخاء المعجمة - هو ابن ناصح .

                                                ويزيد بن إبراهيم التستري، أبو سعيد البصري، روى له الجماعة.

                                                وأبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس المكي، روى له الجماعة.

                                                وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه": مقتصرا على ابن الزبير، فقال: أنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أن سعيد بن جبير أخبره قال: "أرسلت امرأة مستحاضة إلى ابن الزبير غلاما لها - أو مولى لها -: إني مبتلاة، لم أصل منذ كذا وكذا - قال: حسبت أنه قال: سنتين - وإني أنشدك الله ألا ما بينت لي في ديني. قال: وكتبت إليه: إني أفتيت أن أغتسل لكل صلاة، فقال ابن الزبير: لا أجد لها إلا ذلك".

                                                قوله: "تناشدهم الله" بنصب لفظة "الله" معناه تسألهم بالله وتقسم عليهم، يقال: نشدتك الله، وأنشدك الله، وبالله، وناشدتك الله وبالله، أي سألتك وأقسمت عليك.

                                                ونشدته نشدة ونشدانا ومناشدة. وتعديته إلى مفعولين؛ إما لأنه بمنزلة دعوت، حيث قالوا: نشدتك الله وبالله، كما قالوا: دعوت زيدا وبزيد، وإما لأنهم ضمنوه معنى ذكرت. فأما أنشدتك بالله فخطأ.

                                                قوله: "ابن الزبير" مرفوع لأنه اسم كان في قوله: "فكان أول من وقع" و: "أول من وقع" منصوب على أنه خبر [مقدم].

                                                [ ص: 325 ] قوله: "إلا أن تدع قرأها" أي: إلا أن تترك أيام قرئها، أي: حيضها.

                                                قوله: [فتتابعوا] أي [فتعاقبوا] في الجواب.

                                                "على ذلك" أي: على وجوب الاغتسال عليها عند كل صلاة.




                                                الخدمات العلمية