الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الصاد والباء وما يثلثهما )

                                                          ( صبح ) الصاد والباء والحاء أصل واحد مطرد . وهو لون من الألوان قالوا : أصله الحمرة . قالوا : وسمي الصبح صبحا لحمرته ، كما سمي المصباح مصباحا لحمرته . قالوا : ولذلك يقال : وجه صبيح . والصباح : نور النهار . وهذا هو الأصل ثم يفرع . فقالوا : لشرب الغداة الصبوح ، وقد اصطبح ، وتلك هي الجاشرية . قال :


                                                          إذا ما اصطبحنا الجاشرية لم نبل أميرا وإن كان الأمير من الأزد

                                                          ويقال : " أكذب من الأخيذ الصبحان " ، يعنون الأسير المصطبح ، وأصله أن قوما أسروا رجلا ، فسألوه عن حيه فكذبهم وأومأ إلى شقة بعيدة ، فطعنوه فسبق اللبن الذي كان اصطبحه الدم ، فقالوا : " أكذب من الأخيذ الصبحان " . والمصباح : الناقة تبرك في معرسها فلا تنبعث حتى تصبح . والتصبح : النوم بالغداة . ويوم الصباح : يوم الغارة . قال الأعشى :


                                                          به ترعف الألف إذ أرسلت     غداة الصباح إذا النقع ثارا

                                                          [ ص: 329 ] ويقال : أتيته أصبوحة كل يوم ، ولقيته ذا صبوح . والمصابيح : الأقداح التي يصطبح بها . ويقال : أتانا لصبح خامسة وصبح خامسة .

                                                          ومن الكلمة الأولى : الصبح : شدة حمرة في الشعر ; يقال أسد أصبح .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية