الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى.

ثم سرية زيد بن حارثة إلى وادي القرى في رجب سنة ست -

قال ابن عائذ: وأخبرني الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال: ثم غزوة زيد بن حارثة إلى وادي القرى : فأصيب يومئذ من المسلمين ورد بن مرداس، وارتث زيد بن حارثة من بين وسط القتلى. [ ص: 154 ]

وقال غيره: فلما قدم زيد، آلى أن لا يمس رأسه غسل جنابة حتى يغزو بني فزارة. فلما استبل من جراحه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني فزارة في جيش، فقتلهم بوادي القرى .


وعن ابن إسحاق: من طريق يونس بن بكير قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة إلى وادي القرى، فلقي به بني فزارة، وأصيب بها ناس من أصحابه، وانفلت زيد من بين القتلى، فأصيب فيها أحد بني سعد بن هذيم، وأصابه أحد بني بكر، فلما قدم زيد بن حارثة نذر أن لا يمس رأسه غسل من جنابة، حتى يغزو فزارة، فلما استبل من جراحه بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش إلى بني فزارة، فلقيهم بوادي القرى ، وأصاب فيهم.

وقتل قيس بن المسحر بن النعمان ، مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر، وأسر: أم قرفة، وهي فاطمة بنت زمعة بن بدر، وكانت عند حذيفة بن بدر عجوزا كبيرة، وبنتا لها، وعبد الله بن مسعدة، فأمر زيد بن حارثة أن تقتل أم قرفة، فقتلها قتلا عنيفا، وربط برجليها حبلين، ثم ربطا إلى بعيرين شتى، حتى شقاها. ثم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة أم قرفة، وبعبد الله بن مسعدة، فكانت بنت أم قرفة لسلمة بن الأكوع، وكان هو الذي أصابها، وكانت في بيت شرف من قومها.

وكانت العرب تقول: لو كنت أعز من أم قرفة فسألها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبها له، فأهداها لخاله حزن بن أبي وهب، فولدت له عبد الرحمن بن حزن.

هكذا ذكر محمد بن إسحاق ، ومحمد بن سعد; أن أمير هذه السرية زيد بن حارثة.

وقد روينا في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى بني فزارة، وسيأتي لهذا الخبر مزيد بيان إن شاء الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية